"عملية فريدة" للموساد داخل إيران.. 4 رسائل إسرائيلية لطهران
أعلنت إسرائيل عن تنفيذ "عملية فريدة" داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما لم تنفه أو تؤكده إيران، بينما يكشف خبيران أحدهما إسرائيلي والأخر إيراني لموقع "الحرة" ملابسات وتفاصيل العملية التي تمثل "حلقة نوعية في مسلسل الصراع بين الجانبين".
عملية فريدة الخميس، أعلنت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية" الموساد" أنها "اعتقلت" إيرانيا خطط لاغتيال إسرائيلي في قبرص واستجوبته "على الأراضي الإيرانية"، ما قاد إلى معلومات مُنحت للسلطات القبرصية التي تولت "تفكيك الخلية"، الأسبوع الماضي وقال الموساد في بيان "في عملية فريدة من نوعها على الأراضي الإيرانية، ألقى الموساد القبض على رئيس خلية قدم خلال تحقيق اعترافا مفصلا أدى إلى كشف وتفكيك الخلية الإرهابية التي كانت ستنفذ هجوم قبرص" وأكد الموساد أن إيرانيا يدعى يوسف شهابزي عباس علي "اعتُقل" في "عملية لمكافحة الإرهاب على الأراضي الإيرانية" وأضاف الموساد "في أعقاب المعلومات التي قدمها للمحققين، تم تفكيك الخلية في عملية لأجهزة الأمن القبرصية"، مشيرا إلى "سلسلة اعتقالات في قبرص الأسبوع الماضي" وقالت الوكالة الإسرائيلية إنها كشفت عن جزء من "مساع مستمرة لتنفيذ هجمات إرهابية وإلحاق ضرر بالإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم" ويظهر شريط فيديو نشره الموساد رجلا قيل إنه عباس علي يروي تفاصيل وصوله إلى قبرص وإعداده لاغتيال إسرائيلي بمساعدة "باكستانيين" في الجزيرة، وفق وكالة "فرانس برس" واعترف الرجل أثناء استجوابه بأنه "تلقى تعليمات مفصلة وأسلحة من ضابط كبير في الحرس الثوري في إيران" بخصوص رجل أعمال إسرائيلي تم التخطيط لاغتياله في قبرص، بحسب وكالة الاستخبارات الإسرائيلية وذكر الرجل أنه تلقى أمرا من مشغليه الإيرانيين بالعودة إلى إيران لأن الشرطة القبرصية صارت تتعقّبه والخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل "تعمل بلا هوادة" لإحباط محاولات إيران وعملائها لمهاجمتها بما يشمل هجمات "في دول مجاورة ليست في صراع معنا" ورفضت السلطات القبرصية التعليق على المسألة، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مصادر لم تسمها أنه تم إحباط مخطط لمهاجمة أهداف إسرائيلية أو يهودية يقف وراءه أشخاص ينشطون في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، حسب "فرانس برس" ولم يذكر الموساد متى تمت العملية ولا مكان وجود المشتبه به الآن ولا متى كان من المزمع تنفيذ هجوم قبرص كيف تمت العملية؟ في حديثه لموقع "الحرة" يكشف المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، المزيد من التفاصيل عن العملية التي يصفها بـ"فصل نوعي من مسلسل الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران" ويوضح المحلل السياسي الإسرائيلي أن يوسف شهابزي عباس، قد فر من قبرص إلى تركيا ثم لإيران، وهناك كان في انتظاره أفراد من الموساد، ووضعوه أمام الأمر الواقع، وتم التحقيق معه وكان الرجل داخل إيران والمحققون في إسرائيل، وتم التحقيق معه بواسطة "الفيديو" بوسيلة مؤمنة لا يمكن للاستخبارات الإيرانية كشفها، حسبما يشير غانور ويعتقد المحلل السياسي الإسرائيلي أن الرجل الإيراني "حر طليق في إيران وتم تركه لمواجهة مصيره" "كما كان يخطط لارتكاب جريمة ضد إسرائيل، فقد تم تركه داخل إيران ليواجه التحقيقات من قبل المسؤولين الإيرانيين، وبعدها قد يختفي ويكون مصيره كما تمنى لرجل الأعمال الإسرائيليين الذين تم تكليفه باغتيالهم"، حسب غانور ويؤكد المحلل السياسي أن العملية فريدة من نوعها، نظرا لاكتشاف المخطط الإيراني قبل تنفيذه والقبض على رئيس الخلية داخل الأراضي الإيرانية، بشكل سريع لماذا لم ترد إيران رسميا؟ الجمعة، اعتبر موقع "نور نيوز الحكومي الإيراني"، أن التقرير الإسرائيلي عن إحباط هجوم في قبرص من خلال اعتقال عميل إيراني "ما هو إلا محاولة للتغطية على أزمة إسرائيل الداخلية" وقال الموقع المقرب من أعلى هيئة للأمن القومي في إيران، إن إسرائيل تحدثت عن عملية فاشلة جرت منذ عام في إيران حيث تم اعتقال جميع عملائها"، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" لكن لم تعلق إيران رسميا على ما نشره الموساد، حتى موعد نشر التقرير، وهو ما يراه شلومو غانور "شيئا طبيعيا" ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي إن إسرائيل "لا تنتظر اعترافا إيرانيا"، وبعد نشر الفيديو مع المعلومات المنشورة وغير المنشورة، فالسلطات الإيرانية تعلم "صحة الواقعة"، لكنها "لا يمكن أن تعترف بها رسميا" لكن على جانب آخر، لا ينفي ولا يؤكد المحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، حدوث عملية الموساد في الداخل الإيراني، ويقول "لا توجد أدلة على حدوث ذلك، لكن إسرائيل لديها بالفعل عملاء في الداخل الإيراني" ويتحدث لموقع "الحرة"، عن إعلان إسرائيل عن عمليات سرية سابقة داخل إيران، وهو ما نفته طهران وكشفت عدم صحته وعن مقطع الفيديو الذي نشره الموساد يقول شاوردي " ينبغي أن ننتظر الرد الرسمي الإيراني"، مرجحا أن يتم ذلك قريبا حرب نفسية؟ يرى شاوردي أن إعلان إسرائيل عن العملية في إطار "الحرب النفسية"، مؤكدا أن السلطات الإيرانية قبضت سابقا على خلايا إسرائيلية كاملة قبل تنفيذ مخططاتها داخل إيران ويصف شاوردي النجاحات الإسرائيلية في الداخل الإيراني بـ"البسيطة جدا"، معتبرا أن غالبية عمليات إسرائيل داخل إيران كانت "فاشلة" ويتحدث المحلل السياسي الإيراني عن "أزمة سياسية خانقة" تواجه نتانياهو، ما دفعه للإعلان عن تلك العملية، بحثا عن "نجاحات أمام المجتمع الإسرائيلي"، على حد تعبيره لكن غانور ينفي ذلك الطرح ويقول "لا علاقة للشؤون الداخلية الإسرائيلية بالعملية التي تم الإعلان عنها" وتترسخ الاستراتيجية الإيرانية على استهداف إسرائيل ومحاولة محوها من الخارطة سواء كان نتانياهو في الحكم أو في وجود حكومة إسرائيلية أخرى، وفق غانور تكتيك جديد أم رسالة مقصودة؟ يوضح شلومو غانور، أن ما حدث ليس "تكتيكا جديدا"، وتم في العام الماضي، واقعة مشابهة مع أفراد من الاستخبارات الإيرانية داخل إيران، بعد ضلوعهم في محاولة اغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا وتسبب ذلك وقتها في إقالة رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، حسين حسن الطيب، ولذلك فهذه "ليست المرة الأولى"، حسب المحلل السياسي الإسرائيلي ويشير إلى أن ما تم نشره في الشريط المصور، هو جزء من التحقيق وربما يتم نشر باقي التفاصيل في المستقبل إذا رأى الموساد أن ذلك مناسبا وحسب غانور فإن عملية الموساد تمثل "تكتيكا متبعا" في إطار الحرب الخفية لمواجهة "الأنشطة الإرهابية" للاستخبارات الإيرانية، على حد تعبيره وقد نرى إجراءات مشابهة وتغييرات داخلية في الاستخبارات الإيرانية واتخاذ إجراءات ضد المسؤولين، بعد "الاختراق الإسرائيلي" للأمن الإيراني باعتقال قائد الخلية والتحقيق معه على الأراضي الإيرانية، وفق غانور ويوضح أن نشر المقطع المصور يهدف لإيصال 4 رسائل لإيران، أولها يتعلق بردع الاستخبارات الإيرانية من تنفيذ "عمليات إرهابية مستقبلية" والرسالة الثانية هي التأكيد على أن إسرائيل ستحبط جميع المحاولات التي تستهدف المواطنين الإسرائليين واليهود في جميع أنحاء العالم وتتعلق الرسالة الثالثة بالكشف عن الهرم القيادي للاستخبارات الإيرانية بالأسماء والمناصب، والتوضيح أنهم "معروفون ومكشوفون" لدى الموساد، وعليهم اتباع الحذر إذا استمروا في حياكة المؤامرة تجاه الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم، وفق غانور ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي أن الرسالة الرابعة تتعلق بالتأكيد على أن "يد إسرائيل الطولى" لا تتوقف على مكان معين بل تمتد للداخل الإيراني، بدليل توقيف رئيس الخلية واستجوابه وتصويره ونشر اعترافه أمام وسائل الإعلام العالمية لكن على جانب آخر، يشير شاوردي إلى "نجاحات استخباراتية إيرانية"، بعد نجاح إيران في تصنيع "أول صاروخ بالستي فرط صوتي محلي الصنع"، دون علم إسرائيل مسبقا بخطوات طهران وفي 6 يوليو، كشفت إيران عن الصاروخ الذي أطلق عليه اسم الفتاح على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ومسؤولين عسكريين بينهم رئيس الحرس اللواء حسين سلامي، بحسب التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية "إرنا" ويوضح المحلل السياسي الإيراني أن إيران لديها أيضا عملاء داخل إسرائيل بعضهم في "مواقع حساسة" وبينهم مسؤولون إسرائيليون، ومنهم تحصل طهران على معلومات من الداخل الإسرائيلي، وفق حديثه ويتحدث شاوردي عن "مشكلات وعمليات سيبرانية" وقعت داخل إسرائيل خلال الفترة الماضية وتقف وراءها إيران ويقول إن إيران تدعم كذلك الفصائل الفلسطينية وتزودهم بتكنولوجيا متطورة لصناعة "صواريخ دقيقة" لاستهداف الداخل الإسرائيل وتفضل إيران مواجهة إسرائيل عبر الفصائل الفلسطينية لأن ذلك أقل ثمنا وأكثر إيلاما للإسرائيليين، على حد قول المحلل السياسي الإيراني وتتهم إسرائيل إيران بدعم هجمات المسلحين ضدها، وتقول طهران إن إسرائيل نفذت عددا من عمليات الاغتيال لمسؤولين إيرانيين ولذلك يتفق الخبيران الإسرائيلي والإيراني على أن "جولات الحرب الخفية مستمرة بين الجانبين ولن تتوقف قريبا، وقد تشهد المزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة"