دقيقة اخبار - دعت منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إلى بناء نظم صحية قادرة على الصمود والتصدي لنقاط الضعف الكامنة.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، إن المنظمة وشركاءها ستدعو خلال أسبوع التمنيع العالمي إلى اتخاذ إجراءات متضافرة لتدارُك الجهود واستعادة التغطية بالتمنيع الروتيني ضد شلل الأطفال، وتمكين برامج التمنيع من تحمل أي صدمات أو اضطرابات تحدث مستقبلا.
وأوضح المنظري، خلال مؤتمر صحفي افتراضي اليوم الأربعاء، إن جائحة كوفيد-19 عطّلت أنشطة التمنيع بالإقليم؛ إذ لم يتلقَّ أكثر من 6.5 مليون طفل لقاحهم ضد الحصبة بين عامَي 2020 و2021، كما لم يتلقّ 6.4 مليون طفل أي تطعيمات روتينية، وتوقفت أيضًا حملات مكافحة شلل الأطفال أربعة أشهر، تاركة العديد من الأطفال أشد عرضة لخطر الإصابة بالمرض"، مضيفا أنه "على مدى العام الماضي شهدنا أثر هذا التعطُّل".
وأكد أنه ما يزال هناك الكثير ما ينبغي فِعله في الإقليم إزاء وقف فاشيات فيروسات شلل الأطفال المُتحوِّرة في الصومال والسودان واليمن، وأنه يتحتّم على الجميع، حكومات وشركاء، التخطيط لكيفية الوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التطعيم خلال السنوات القليلة الماضية، وضمان حصول جميع المجموعات الجديدة من الأطفال على التطعيم الكامل دون أي إبطاء.
وقال المنظري: "منذ إنشاء البرنامج المُوسَّع للتمنيع أواخر السبعينيات، أمكن حماية الملايين من الناس، ولا سيَّما الأطفال، من الأمراض المُهدِّدة للحياة بلقاحات مأمونة وفعالة"؛ وأضاف "حتى نضع هذا الأمر في منظوره الصحيح لإقليم شرق المتوسط، فقد حال التطعيم ضد الحصبة دون وقوع ما يقرب من 10 ملايين وفاة في صفوف الأطفال دون سن الخامسة في بين عامَي 2000 و2021".
وبين، أنه بفضل الحملات الفعَّالة ضد شلل الأطفال، أصبح 20 بلدًا من بلدان الإقليم البالغ عددها 22 خاليًا الآن من فيروس شلل الأطفال البري، ولا يزال المرض متوطِّنا في أفغانستان وباكستان فقط، وقد أحرز كلا البلدين تقدمًا كبيرًا في الوصول إلى الأطفال دون سن الخامسة المصابين بشلل الأطفال في كل حملة تطعيم.
وأكّد أن هذا العام حاسم لإقليم شرق المتوسط؛ فقد اقترب الإقليم أكثر من أي وقت مضى من القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهو ما من شأنه توفير الحماية للأطفال، ليس في الإقليم وحسب، بل في جميع أنحاء العالم، من الإصابة بشلل الأطفال.
بدوره، قال مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية بوزارة الصحة القطرية، الدكتور صالح علي المري، في المؤتمر الصحفي: إن عدم الإنصاف، والتردد في أخذ اللقاحات، والمعلومات المضللة والأزمات الإنسانية المعقدة تضيف طبقةً من التعقيد إلى جهود تعزيز التمنيع في الإقليم، وأضاف "لتعويض فرص التطعيم الضائعة، علينا أن نضطلع بدور مهم في ضمان إتاحة خدمات تمنيع تتّسم بالفعالية والكفاءة والقدرة على الصمود لجميع الناس، بوصفها جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية الأولية".
يُذكر أن أسبوع التمنيع العالمي، الذي يُحتفى به في الأسبوع الأخير من شهر نيسان سنويا، يهدف إلى تسليط الضوء على العمل الجماعي اللازم لتعزيز استخدام اللقاحات من أجل حماية الأفراد على اختلاف أعمارهم من الأمراض.