دقيقة اخبار - ملف القدس والوصاية الأردنية عالق مجدداً في المساحات الفارغة ما بين اعتبارات الشارع والبرلمان. وبالمقابل المناطق التي تتحرك فيها المؤسسات الرسمية ضمن معطيات مرتبطة بحسابات المجتمع الدولي
لكن الشارع الأردني يلاحظ، وبكل قواه تقريباً، بأن ملف الوصاية مهم لدرجة صعوبة إغفاله
ومن هنا برز الرأي المثير، والذي يعتبر نادراً، وتضمنَ ملاحظة يمكن تسجيلها كسابقة من لجنة فلسطين في مجلس النواب على أداء الدبلوماسية الأردنية، مع أن وزير الخارجية أيمن الصفدي اجتهد وسط بعض النواب في محاولة تفسير الأسباب التي تمنع حكومته من طرد السفير الإسرائيلي في عمان
ينقل نواب عن الصفدي قوله إن وزارته تخشى من أن يحوّل أي قرار بطرد السفير الإسرائيلي، في ضوء الاستهداف المباشر للوصاية بالقدس، الأضواء عن القضية الأساسية، وهي الانتهاكات الإسرائيلية
ويبدو أن الصفدي يقدم شروحات، من بينها أن قرار طرد السفير ممكن، وقد اتخذته بلاده في وقت سابق في أزمات مماثلة مع إسرائيل، لكن المجتمع الدولي يراقب بكثافة حكومة اليمين الإسرائيلي الآن، وإذا ما طرد سفير إسرائيل قد تتحول الأنظار عن القضية الرئيسية
لكن برأي لجنة فلسطين البرلمانية، لا تبدو مبررات الصفدي مقنعة، فرئيس اللجنة الدكتور فايز بصبوص، وفي جلسة رقابية، ظهر الأربعاء، وجّه نقداً مباشراً لأداء الدبلوماسية الأردنية
واعتبر، علناً تحت قبة البرلمان، بأن الجهود الدبلوماسية لبلاده ليست بمستوى الحدث المهول، والأداء الوحشي للسلطات الإسرائيلية بخصوص القدس والوصاية
واعتبر بصبوص أن جهود الدبلوماسية الأردنية كانت تقليدية، وأن بلاده ينبغي أن تغادر مربع الإدانة والاستنكار باتجاه قطع العلاقات الدبلوماسية والعمل على وقف استهداف البعد السياسي للوصاية الهاشمية
رغم ذلك رحب بصبوص، باسم لجنته، بقرار الحكومة رَفْضَ استقبال أي رسائل من الجانب الإسرائيلي لها علاقة بالقدس والمسجد الأقصى
والإشارة هنا واضحة للرسائل التي وردت، وتطلب من الوصي الأردني التدخل لتفريغ المسجد الأقصى ومصلياته من المعتكفين، حيث رسالة رسمية من إسرائيل رفضت عمان استقبالها أصلاً