دقيقة اخبار - انخفضت أسعار الذهب في وقت سابق من هذا الأسبوع في أعقاب أحدث تقرير للوظائف لشهر مارس والذي صدر يوم الجمعة. بيد أن الأسعار لم تظل في النطاق الهابط رغم البيانات التي تدعم تشدد الفيدرالي في سياسته النقدية. وبالتالي يمكن القول بأن المعدن الأصفر أصبح لا يتأثر فقط بتحركات الفيدرالي والبيانات الاقتصادية، بل أن هناك عوامل أخرى تحرك الأسعار، وهي التي جعلته يظل بالقرب من مستويات الـ 2000 دولار للأوقية.
حقق الذهب بعض المكاسب خلال الساعات القليلة الماضية نتيجة ضعف الدولار، لكن المكون الرئيسي هو أن المشاركين في السوق يأخذون في الاعتبار تقريرًا إيجابيًا عن مؤشر أسعار المستهلكين يكشف عن انخفاض قوي في التضخم على أساس سنوي. ومن شأن الانخفاض القوي في مؤشر أسعار المستهلكين أن يزود مجلس الاحتياطي الفيدرالي ببيانات تشير إلى أن التضخم يستمر في الانخفاض وهو أمر ضروري لهم للتحول من سياسة نقدية متشددة للغاية لرفع أسعار الفائدة في كل اجتماع للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى وقف رفع أسعار الفائدة مؤقتًا في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اللاحقة بعد مايو.
تشير التوقعات الاقتصادية أن ينخفض معدل التضخم من 6٪ إلى 5.1٪ على أساس سنوي. ومع ذلك، تشير التوقعات أيضًا أن يرتفع معدل التضخم الأساسي بنسبة 0.1٪ من 5.5٪ إلى 5.6٪. حيث يركز الاحتياطي الفيدرالي على أرقام التضخم الأساسية التي تستثني تكاليف الغذاء والطاقة.
الذهب قد يصعد بغض النظر عن البيانات أو قرار الفيدرالي!
وبصرف النظر عن أرقام التضخم، من المتوقع تستمر معنويات السوق الصعودية للذهب في النمو خلال الأسابيع والأشهر القادمة حتى إذا ارتفع التضخم أو رفع الفيدرالي الفائدة بالاجتماع المقبل، حيث تواصل البنوك المركزية حملاتها المكثفة لشراء الذهب وهو الأمر الذي يدعم الأسعار بغض النظر عن أسعار الفائدة أو البيانات الاقتصادية. إذ قامت البنوك المركزية مؤخرًا بتنويع ممتلكاتها من خلال زيادة احتياطياتها من سبائك الذهب.
الأمر الآخر الذي يدعم استمرارية صعود الذهب هو التوترات الجيوسياسية المتزايدة على جبهات متعددة. حيث تصعد روسيا حملتها العسكرية ضد أوكرانيا.
وعلى الجانب الآخر، اتخذت الصين خطوات جريئة عندما بدأت مناورات عسكرية تركز على تايوان. وأرسل الجيش الصيني مؤخرًا عشرات الطائرات عبر الخط المتوسط لمضيق تايوان. حدث هذا بعد ساعات قليلة من إعلان الصين عن بداية ثلاثة أيام من التدريبات حول تايوان ردًا على زيارة رئيسة الجزيرة، تساي إنغ ون، للولايات المتحدة ومقابلة رئيس مجلس النواب.
وفي الوقت نفسه، تواصل كوريا الشمالية تصعيد قدراتها النووية. ذكرت وكالة أسوشيتيد برس اليوم أن "الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز ترسانته النووية بطرق أكثر"، حيث التقى بكبار المسؤولين العسكريين لمناقشة استعدادات البلاد للحرب في مواجهة منافسيه.
لذا، في حين أن تقرير اليوم عن التضخم مهم بالنسبة لسوق الذهب، ولكنه عنصر واحد فقط من عناصر كثيرة تحرك الأسعار، وبالتالي تأثيره قد يكون محدودًا إذا ما جاء سلبيًا للذهب بفعل العوامل السابق ذكرها.
تصريحات الفيدرالي تدعم الذهب؟
وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، في أحدث تصريحاته إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الإقراض بعد انهيار العديد من البنوك الأمريكية قد يؤدي إلى ركود محتمل هذا العام. لكنه رأى أيضًا أن السماح بالتضخم بالبقاء مرتفعًا سيكون أسوأ من الركود.
وفي غضون ذلك، أكد عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في شيكاغو، أوستن جولسبي، أمس الثلاثاء، على ضرورة توخي الحذر قبل رفع الفائدة مجددا بسبب التطورات التي حدثت مؤخرا في القطاع المصرفي الأمريكي.
وقد صرح رئيس بنك فيلادلفيا الفيدرالي باتريك هاركر يوم الثلاثاء أنه شعر أن نهاية رفع أسعار الفائدة قد تكون قريبة، بينما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز أيضًا إلى أن القرارات سوف تعتمد على البيانات الواردة.
وتأتي هذه التعليقات قبل بيانات تضخم مؤشر أسعار المستهلك التي من المحتمل أن تكون قد تراجعت أكثر في مارس. لكن من المتوقع أن يظل التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة، مرتفعًا بعناد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغوط الأسعار على نطاق أوسع.
وتعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة رفع أسعار الفائدة للحد من ارتفاع التضخم. ومن المتوقع أن يلقي محضر الاجتماع الأخير للبنك المركزي، المقرر عقده يوم الأربعاء، مزيدًا من الضوء على هذه الفكرة.