رعى نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لتحديث القطاع العام، ناصر الشريدة، اليوم الأحد، حفل إطلاق الملتقى الثاني للنساء القياديات في القطاع العام، بتنظيم من معهد الإدارة العامة، وبالتعاون مع شركة إدماج لاستشارات التنمية والتدريب.
وقال الشريدة في كلمة ألقاها مندوبا عن رئيس الوزراء، إن المرأة الأردنية تمتلك المهارات والإمكانات للقيام بكل أعمالها في مختلف المجالات، مؤكدا أنها تستحق أخذ دورها في الأسرة والمجتمع والاقتصاد ومختلف مناحي الحياة.
وأشار إلى أن جلالة الملك عندما أطلق منظومة التحديث في بداية المئوية الثانية للدولة؛ أكد دور المرأة في مختلف محاور التحديث السياسية والاقتصادية والإدارية.
وأكد الشريدة وجود فرص للمرأة وليس تحديات في العقد المقبل، من خلال المشاركة الحقيقية وأخذ زمام الأمور لتكون قادرة على صياغة مستقبل الأردن.
كما أكد تميز المرأة في عملها في خدمة القطاع العام، واستطاعتها تقديم العطاء المنشود من خلال ممارسة سياسات الدولة ورؤيتها وتوجهاتها.
بدوره، قال رئيس ديوان الخدمة المدنية ورئيس اللجنة التوجيهية لمعهد الإدارة العامة، سامح الناصر، إن هذا الملتقى يعطي صفة الاستمرارية للملتقى السابق، فهو جهد وطني يضم نخبة متميزة من القيادات النسائية ومؤسسات المجتمع المدني، ويدل على مدى حرص الدولة واهتمامها بتمكين المرأة.
وأشار إلى أن الديوان يعد من أوائل الدوائر التي بادرت في مرحلة مبكرة عام 2003 بإجراء أول دراسة ميدانية حول واقع دمج النوع الاجتماعي في الجهاز الحكومي، مستندين فيها على دعم سياسي مطلق من جلالة الملك والحكومات المتعاقبة.
وأضاف الناصر أنه في حال النظر للمؤشرات يتبين أن نسبة الوظائف القيادية للمرأة بلغت عام 2021-2022 إلى11 بالمئة، مؤكدا أن توجه الحكومة الكبير في دعم القطاع النسائي وتعزيز مواقعهن القيادية أسهم في زيادتها مطلع هذا العام إلى 17 بالمئة، فيما يتوقع زيادتها إلى 20 بالمئة نهاية العام الحالي.
وأشار إلى ضعف مساهمة المرأة في سوق العمل، ما يشكل دافعا لدراسة الأسباب والتعرف على المعيقات والصعوبات والبناء عليها لمعالجة الخلل بشكل منظم، مع مراجعة الظروف والبيئة التي قد تعيق تمكن المرأة من العمل في القطاعات غير الحكومية.
من جهتها، قالت مدير عام معهد الإدارة العامة، المهندسة سهام الخوالدة، إن رعاية رئيس الوزراء لهذا الملتقى وحضور القياديات دليل واضح على الاهتمام والجدية في تمكين وإشراك المرأة، ويشكل دافعا للاستمرار في العمل الذي بدأ منذ إطلاق الملتقى الأول الذي أسس ومهد لسلسة من اللقاءات الدورية.
وأشارت إلى تأكيد جلالة الملك في كل المحافل المحلية والدولية بأنه لا يمكن للأردن التقدم للأمام في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري دون دور فاعل للمرأة؛ فهي شريك أساس في تطور الأردن، ولابد من شحذ الإمكانات لدعم المرأة وزيادة مشاركتها في القطاعات الاقتصادية، وتعزيز مكانتها في المجالات القيادية والإدارية.
وبينت الخوالدة أن انعقاد هذا الملتقى يأتي انسجاما مع اهتمام الدولة والتوجهات الحكومية، حيث راعت مضامين خارطة طريق تحديث القطاع العام التوازن المطلوب لتعزيز دور المرأة وضرورة تمكينها، بالإضافة إلى ما أفردته رؤية التحديث الاقتصادي في العديد من المحاور التي تهدف إلى رفع نسبة مشاركة المرأة.
وأشارت إلى جهود المعهد في مجال تمكين المرأة، حيث قام من خلال مركز القيادات بتنفيذ برنامج المهارات القيادية للمرأة في القطاع العام؛ وهو برنامج متخصص طويل الأمد يركز على تمكين النساء القياديات في القطاع العام ليجابهن تحديات الحاضر ويتعاملن مع تطلعات المستقبل، ويسهمن في مسيرة التنمية الشاملة.
ووفقا لخارطة طريق تحديث القطاع العام أكدت الخوالدة أن مركز القيادات سيقوم في هذا العام بإطلاق برنامجين لتأهيل وإعداد القيادات الحكومية على أن تكون نسبة مشاركة المرأة 50 بالمئة كحد أدنى.
من ناحيتها، قالت المدير التنفيذي لشركة إدماج، مي عليمات، إننا نقدم نهجا وطنيا تشاركيا طوعيا مع أصحاب المصلحة لتعزيز وصول المرأة الريادية في القطاع العام.
وأشارت إلى أن إدماج مؤسسة أردنية تعمل في الأردن والمنطقة العربية، وتقودها مجموعة من الخبيرات، حيث تقدم الاستشارات والتدريب والمتابعة والتخطيط الاستراتيجي، وإدماج النوع الاجتماعي، وتقديم الدراسات في مختلف المجالات.
وشددت عليمات على ضرورة وصول المرأة للمواقع القيادية، انطلاقا من مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، مؤكدة إيمانها بالمرأة القيادية في القطاع العام، ولافتة إلى أن النساء مجتمعات يقدن الدول للمصاف المتقدمة، ويساهمن في تطوير وتجويد السياسات والممارسات الفضلى.
وتضمن الملتقى عرضا لنتائج دراسة "آليات دعم المرأة ضمن المواقع القيادية في القطاع العام: المحددات والمسرعات".
وتناول جلسة حوارية، أدارتها مديرة وحدة تمكين المرأة في الهيئة المستقلة للانتخاب سمر الطراونة، حول مسرعات دعم المرأة في القطاع العام، تحدث فيها كل من مدير عام دائرة المشتريات الحكومية هنادي النابلسي، والمدير التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج شيرين حامد، ومدير عام صندوق المعونة الوطنية ختام الشنيكات، والسفيرة البريطانية بريدجيت برند، ومديرة برنامج صوت من USAID ديمة جويحان.