طالب الكاتب الصحفي في جريدة الرأي علاء القرالة في مقال له ترسيخ مسؤولية اجتماعية وتضامنية كبيرة مع الاسر الفقيرة في رمضان.
وطالب وسائل الاعلام ، ومختلف الاوساط وتحديدا القطاع الخاص بأن يشجع على نبذ "الولائم والعزائم" وتوجيه اثمانها الى تلك الاسر الفقيرة التي لربما لن تستطيع تأمين ابسط احتياجاتها لظروف مالية وتدني في دخولها ، ومن هنا يجب علينا ان نتبع نهج "استبدل عزيمتك بطرد لعائلة فقيرة" ولهذا وجب علينا منعها جبرا للخواطر.
وفيما يلي نص المقال الذي نشر يوم الخميس الماضي:
امنعوا العزائم برمضان.. جبرا
«العزائم والولائم» في شهر رمضان تعتبر من السنن الحميدة التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، غير ان الامر هنا وهذه المرة تحديدا يعتبر مختلفا تماما عما كانت عليه في السابق، فلا الاوضاع المالية نفسها ولا حتى الظروف تتشابه مع الماضي، فنسب الفقر والبطالة بازدياد وكذلك معدلات التضخم وارتفاع الاسعار الناتجة عن الظروف العالمية والتي تستوجب علينا تغير انماط الاستهلاك وترشيده واستبدال الولائم والعزائم بمساعدات للفقراء، ولهذا وجب عليكم منعها.
حاليا نعيش ظروفا اقتصادية صعبة ويتحمل المواطنون جزءا من تبعاتها، فان تعزم على وليمة للعائلة او للاصدقاء او حتى للعملاء في القطاع الخاص لم تعد اولوية، فتأكدوا بانه قد يكون لك اخ وصديق وعم وخال ونظير لا يستطيع ان يرد لك العزيمة للظروف المالية التي يتعرض لها او لاسباب تتعلق في تدني دخله مقارنة مع امكانياته الشرائية، فيضطر الى الاستدانة لكي يرد لك هذه الوليمة، وكذلك تأكد بان هناك من هم اولى وفي مثل هذه الظروف التي نعلمها جميعا من اصدقائك وعائلتك ومحبيك والذين هم مكتفون ماديا وقدرة، بينما هناك عائلات تترنح تحت ?طأة الفقر غير انها عفيفة لا تتطلب ولاتتسول احدا، ما يجعل من توجيه بدل المصاريف التي تنفق على الولائم لتلك الاسر وهذه العائلات وعلى شكل طرود غذائية ومساعدات مالية اهم واجدى من كل هذه العزائم التي لا تغني ولا تسمن من جوع وتنتهي وللأسف في غالبيتها وبكميات كبيرة الى حاويات القمامة.
الأرقام تشير وبحسب تصريحات صحفية الى أن ارتفاع فاتورة المستهلك الأردني المخصصة للغذاء العام الماضي بنسب تتراوح بين 20% و30%، وهذه الارقام والنسب لربما قد ترتفع هذا العام وخاصة مع الاخبار التي تشير الى بدء اسعار مواد غذائية بالارتفاع، وكما تشير الاحصائيات الى معدل انفاق الاسرة الاردنية والمكونة من 4 أفراد 12.5 ألف دينار ( 17.6 ألف دولار)، أي نحو 1042 دينارا (حوالي 1466 دولارا) للشهر الواحد بينما يبلغ معدل دخل الأسر الأردنية 11.5 ألف دينار (16.2 ألف دولار) -وفق دائرة الإحصاءات العامة- مما يؤشر إلى أن هناك عج?ا سنويا في الإنفاق بمعدل ألف دينار (1400 دولار)، وهذا يعني ان نسب الفقر قد ترتفع وعدد العائلات التي قد لا تستطيع تلبية احتياجات عائلاتها من الغذاء ومستلزمات الشهر الكريم وهذا يستوجب علينا ان نبدأ بالابتعاد عن الانانية وأن نتوجه الى المسؤولية الاجتماعية ومن الجميع وعدم اقتصارها على الشركات والمقتدرين فقط.
اليوم.. على الجميع مسؤولية اجتماعية وتضامنية كبيرة مع هذه الاسر وتحديدا على الاعلام الذي يجب ان يوجه الى نبذ الولائم والعزائم وتوجيه اثمانها الى تلك الاسر الفقيرة التي لربما لن تستطيع تأمين ابسط احتياجاتها لظروف مالية وتدني في دخولها ومن قبل الجميع وتحديدا القطاع الخاص، ومن هنا يجب علينا ان نتبع نهج ( استبدل عزيمتك بطرد لعائلة فقيرة ) ولهذا وجب علينا منعها جبرا للخواطر.