من منطقة ذات أثر بيئي نتيجة تراكم مخلفات صناعة الفوسفات، وفي تجربة رائدة، استطاعت شركة الفوسفات بالعقبة، تحويل جبال من الجبس التي تراكمت على مدار 30 عاما الى مسطحات خضراء ذات قيمة نوعية واضافة للسياحة البيئية.
المشروع “التجربة” التي جاءت بعد دراسة مشتركة بين شركة الفوسفات وسلطة العقبة الاقتصادية، تعد بالاضافة الى ما شكلته من نقلة نوعية في منطقة تراكم جبال الجبس، الحل الأمثل للتخلص من هذا الاثر البيئي نتيجة صعوبة نقل كميات الجبس الكبيرة المتراكمة على مدار السنين.
ويأتي توجه “الفوسفات” لمعالجة مخلفات صناعتها منسجما مع رؤية “السلطة” بإيجاد مواقع ترفيهية ومسطحات خضراء، تعد اضافة نوعية للسياحة بالعقبة.
نجاح التجربة في مرحلتها الأولى والتي تضمنت زراعة 10 آلاف شجرة حرجية ومثمرة على مساحة 20 الف متر مربع، وضع ملف الاستدامة البيئية على سلم أولويات الشركة، التي تحرص على المحافظة على البيئة والتوجه نحو تخضير المناطق ضمن مواقع عملها، فيما ستعمل “السلطة” على جعل المناطق نقطة جذب ومتنزه عام لأبناء المدينة وزوارها.
ويؤكد رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات الأردنية الدكتور محمد الذنيبات على أهمية العقبة وما تتميز به كموقع استراتيجي كونها المنفذ البحري الوحيد للأردن، وتشكل مركزا لأكبر المشاريع الاستثمارية الوطنية، مشيرا إلى ان المشروع يأتي انسجاما مع الرؤية الملكية السامية في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، ويتضمن زراعة 10 آلاف شجرة حرجية ومثمرة على امتداد 20 الف متر مربع وعلى عدة مراحل.
ولفت الى استعداد الشركة، لدعم اي مشروع تنموي في العقبة، بما يعود بالنفع على المدينة وسكانها، مبينا أن الشركة وضعت الاستدامة البيئية على سلم أولوياتها من خلال المحافظة على البيئة والتوجه نحو تخضير المناطق ضمن مواقع عملها، وتحويلها الى مناطق تنموية صديقة للبيئة.
يذكر أن مخلفات صناعة الأسمدة الفوسفاتية في المجمع الصناعي، ومنها الفوسفوجبسوم، تشكل تحديا امام الشركات، في وقت توجهت “الفوسفات” الى تحويل هذا التحدي الى مشروع ريادي فريد من نوعه، وجعلت من جبل الجبس متنزها بيئيا اخضرا يسهم في تحسين عوامل وقراءات البيئة المحيطة أسوة بشركات الأسمدة العالمية المتطورة في هذا الجانب، واعتمدت في تنفيذ المشروع على مواد صديقة للبيئة ومعاد تدويرها، بالإضافة إلى استخدام مياه الري المعالجة.
وأكد رئيس مجلس مفوضي سلطة العقبة الاقتصادية نايف الفايز، أهمية المشروع، الذي يعنى بتجميل العقبة كمدينة سياحية من الدرجة الأولى، والمحافظة على التوازن البيئي في المنطقة، والتخفيف من انبعاث الغازات الناتجة عن الصناعات المختلفة، مبينا ان المشروع يشكل متنزها بيئيا لجميع المواطنين، ويوفر خدمات بنية تحتية مميزة لرواده.
وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قد اقامت العام الماضي 2022 ثلاث متنزهات مزودة بكامل الالعاب والمواقع الترفيهية في اجمل مناطق العقبة بامتداد شارع الفاروق على المواطنين والمتنزهين وابنائهم بإيجاد مواقع ترفيهية.
وتتوسع سلطة العقبة ومن خلال مفوضية المدينة بإنشاء الحدائق العامة وزيادة المسطحات الخضراء في المدينة السياحية لاضافتها الى باقي المنتجات السياحية ولزيادة وقت استمتاع الزائر وتنقله ما بين البحر والحدائق.
وباشرت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بإعادة تأهيل مجموعة من المتنزهات والحدائق العامة في المدينة ذات الكثافة السكنية والتي تفتقد الى المسطحات الخضراء.
وتعاني مدينة العقبة نقصا في المساحات والمسطحات الخضراء، برغم توافر مساحات كبيرة فيها يمكن أن تسهم بإنشاء حدائق وزيادة الرقعة الخضراء في المدينة السياحية البحرية الوحيدة في المملكة.
ويقول أهال في المدينة، إن العقبة تتميز بشاطئ محدود وآخر يبعد أكثر من 15 كم، فيما لا تتوافر لسكان الأحياء السكنية المكتظة، أي متنفسات لهم ولأطفالهم، برغم وجود حدائق في بعض المناطق، لكنها لا تلبي متطلباتهم.
وحسب مفوض المدينة في سلطة العقبة عبد الله النجادات فان السلطة تعكف على زيادة المواقع الترفيهية في المدينة بايجاد متنزهات ذات مواصفات عالمية في المناطق السكنية، إضافة الى إعادة تأهيل مجموعة كبيرة من الحدائق العامة والمتنزهات في مختلف مناطق المدينة من خلال كوادرها وفرقها الفنية والعمل كذلك على انشاء حدائق ومسطحات خضراء جديدة.
واشار النجادات ان السلطة تعمل على تنفيذ عدد من الأعمال التجميلية ومشاريع البنية الفوقية في مناطق واسعة من المدينة السياحية بحيث تساهم هذه الأعمال في إطالة مدة إقامة الزائر في المنطقة وإظهارها بما يليق بأهمية العقبة السياحية التي تعد قبلة السياحة الاردنية بتكامليتها مع منطقة المثلث الذهبي، مؤكداً ان هذه المشاريع والخاصة بزيادة المساحات الخضراء وغيرها من المشاريع التجميلية لا تقل أهمية عن مثيلاتها من مشاريع البنية التحتية حيث تشكل هذه المشاريع مجتمعة روافد قوية للمنطقة تجعلها بيئة ملائمة للاستثمار علاوة على توفير المزيد من المتنفسات الطبيعية لأبناء المنطقة وزوارها.
وقال النجادات ان ذلك سيساهم في تنوع المنتج السياحي في العقبة وتكامله ما بين البحر والشمس والمساحات الخضراء كذلك سيساهم بشكل كبير في زيادة النشاط السياحي، خاصة أن كثيراً من العائلات باتت تفضل قضاء برامجها السياحية في العقبة على السفر إلى الخارج في ظل توفر كافة الخيارات السياحية التي تتناسب مع مختلف الأعمار والأذواق.
وتعد السياحة البيئية من أهم وأبرز الأنماط السياحية في العقبة، حيث يتمتع ” الثغر الباسم” بمناطق بيئية جميلة، مما يكسبها ميزة سياحية تؤهلها للتميز والتفوق سياحيا.