بدء فترة سعد السعود في الاردن

قسّم العرب قديماً السنة إلى مواسم وفصول اعتماداً على نجوم محددة ومعروفة في السماء، فقاموا بتقسيم قبة السماء إلى 28 جزءاً، كل جزء يمثل منزلة ينزل بها القمر ليلة واحدة، وتنزل الشمس في كل منزلة 13 يوماً.

  والمنازل الثمانية والعشرون هي: الإكليل - القلب - الشولة - النعايم - البلدة - سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الخبايا - المقدم - المؤخر - الرشا - الشرطين - البطين - الثريا - الدبران - الهقعة - الهنعة - الذراع - النثرة - الطرف - الجبهة - الزبرة - الصرفة - العواء - السماك - الغفر – الزبانا. وكل منزلة من هذه المنازل لها 13 يوماً عدا "الجبهة" فلها 14 يوماً، ليكون المجموع 365 يوماً، وهي أيام السنة الشمسية، وسنتحدث هنا عن فترة السعود (جمع سعد) عند العرب وفي التراث الشعبي.   *فترة السعودات عند العرب   تبدأ السنة الميلادية في شهر يناير خلال فترة أربعينية أو مربعانية الشتاء والتي تنتهي مع نهاية شهر يناير، ويتبع المربعانية مباشرة فترة "السعود" لخمسين يومًا تبدأ مع بداية شهر فبراير/ شباط، إذ تتكون "السعود" من أربع فترات، وهي:   سعد الذابح: وسمي بسعد الذابح كناية عن شدة البرد خلاله، يمتد من (1 شباط – 12 شباط)   سعد بلع: وسمي بسعد بلع لأن الأرض تبلع الماء خلاله، أو لسهولة شرب الماء، حيث تبدأ حرارته بالارتفاع وتقل برودته، ويمتد من (12 شباط – 25 شباط).   سعد السعود: وفي هذه المرحلة تنضج وتتفتح الازهار، وتبدأ علامات بزوغ الربيع بالظهور، ويمتد من (25 شباط – 10 آذار)   سعد الخبايا: وسمي بسعد الخبايا لأن الزواحف المختبئة خلال فترة البيات الشتوي تبدأ بالظهور، ويمتد من (10 آذار – 22 آذار).   **قصة فترة السعود في التراث الشعبي   هناك قصة في موروثنا الشعبي مرتبطة بسبب التسمية لفترة السعود، حيث تقول القصة أن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا منه أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، ولكن في الطريق تغير الطقس وهبت رياح باردة وهطل المطر والثلج بغزارة شديدة، ولم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك حتى يحتمي بجلدها من البرد القارس، وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح.   وبعد ذلك دب الجوع في سعد ولم يجد أمامه سوى لحم الناقة للأكل وهكذا كان سعد بلع، و بعد أن انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد سعيداً من مخبئه، فرحاً بذكائه وحسن تصرفه للنجاة بحياته فكان سعد السعود، و حرصاً منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة و حفظ زاداً له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج فكان سعد الخبايا.   *من الأمثال الشعبية التي قيلت حول فترة السعود   -إذا طلع سعد السعود لانت الجلود وذاب كل جمود واخضر كل عود وانتشر كل مصرود وكُره في الشمس القعود   -في سعد السعود يدب الماء في العود ويدفأ كل مبرود.   -سعد السعود سلاّخ الجلود (كناية عن شدة البرودة في هذا السعد).