قال رئيس مجلس النواب الاردني احمد الصفدي اليوم الأربعاء "ان التجربة البرلمانية الكويتية متجذرة وعميقة وتشكل نموذجا متقدما في المنطقة العربية وهي بحق نقطة مضيئة نعتز ونفخر بها".
وذكر الصفدي في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) "أن دولة الكويت والاردن تربطهما علاقات متجذرة ونحرص مع مجلس الامة الكويتي على تنسيق الجهود لخدمة البلدين وخدمة قضايا امتنا المركزية".
وكشف انه سيتم قريبا تشكيل لجنة اخوة برلمانية اردنية - كويتية في مجلس النواب الاردني مشيدا بمواقف دولة الكويت.
وقال الصفدي ان "الكويت معروفة بقوميتها ومواقفها الداعمة للاردن ودفاعها عن القضية الفلسطينية وبقيت مع الاردن على الدوام في خندق الامة.. تاريخنا واحد ومصيرنا واحد".
ووصف العلاقات الاردنية – الكويتية بأنها "نموذج متميز لشكل العلاقات العربية المتينة المبنية على الاحترام والتقدير المتبادل.. فالبلدان تربطهما علاقات وثيقة ومتجذرة يقودها اليوم بحكمة واقتدار حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح واخوه الملك عبدالله الثاني بن الحسين".
وردا على سؤال حول دور مجلس النواب الاردني في منظومة التحديث السياسي والاقتصادي والاداري في الاردن ذكر الصفدي أن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني "اراد للاردن الدخول في المئوية الثانية للدولة بمشروع وطني لتحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والادارية".
واضاف أن الملك عبدالله اوعز بتشكيل لجنة لتحديث المنظومة السياسية قامت بدورها برفع توصياتها للحكومة والاخيرة من جهتها ارسلتها للبرلمان وخضعت لنقاش برلماني عميق حتى "خرجنا بتعديلات على الدستور وعلى قانوني الانتخاب والاحزاب".
وأوضح الصفدي أن الهدف من هذه التعديلات توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صناعة القرار وتمكين المرأة والشباب وصولا لغاية سبق أن قدمها الملك عبدالله الثاني في اوراقه النقاشية هي الوصول لبرلمانات حزبية برامجية والاسهام في ايجاد قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة ويكون لها الحضور الفاعل في مجلس النواب وفي حكومات المستقبل.
وحول رؤية رئيس مجلس النواب الاردني لتطوير العمل البرلماني بين أن "عمل البرلمان تشريعي رقابي ولدينا رؤية بتكثيف جلسات الرقابة وتعديلات مرتقبة على النظام الداخلي لمجلس النواب منها تشكيل لجان اخوة مع البرلمانات العربية والصديقة وتفعيل مدونة السلوك النيابية".
وأضاف الصفدي أن "البرلمان الاردني ينظر بأهمية للدور السياسي والدبلوماسي للبرلمان من خلال زيارات الوفود البرلمانية خاصة ان لديها مساحات اكبر في التعبير". ولفت الى أن "من واجب البرلماني أن يسهم في الدفاع عن رسالة الدولة وقضاياها وأن يحمل مجلس النواب على عاتقه لدى لقاء الوفود البرلمانية المختلفة مهمة اسناد مواقف الدولة سواء في القضايا الرئيسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية او في ملفات التعاون الاقتصادي".
وردا على سؤال حول علاقة البرلمان الاردني بالبرلمان العربي أوضح الصفدي أن "هناك برلمانا عربيا واتحادا برلمانيا عربيا.. ومجلس النواب الاردني عضو في كلا البرلمانين ويشارك بفعالية في انشطتهما وتربطنا علاقات متينة بمختلف البرلمانات العربية".
ولفت الى أن "البرلمان العربي دعم المقترح الاردني الخاص بإنشاء (مركز اقليمي للامن الغذائي) في الاردن وهي فكرة طرحها الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة بشكل من التعاون والتنسيق المشترك".
وبهذا الخصوص أكد انه "لا يمكن لدولة اليوم مواجهة الازمات بمفردها فمن اثار (كورونا) الى الحرب في اوكرانيا والتبعات الاقتصادية نجد أن امام دول العالم تحديات في تأمين احتياجات الغذاء والدواء".
وأهاب المسؤول الاردني برؤساء البرلمانات العربية "المشاركة في اعمال المؤتمر البرلماني العربي الذي سيعقد في بغداد نهاية فبراير الحالي" مؤكدا "أن المشاركة هي دعم للجهود التي يقوم بها العراق لحماية مصالحه وتحقيق طموحات شعبه".
وأكد أن "أمن العراق واستقراره ركيزة لأمن واستقرار المنطقة وهو اليوم بعزيمة ابنائه ينهض بقوة فكل الدعم للعراق ممثلا برئيس برلمانه ورئيس اتحاد البرلمان العربي محمد الحلبوسي".
وعن ابرز القضايا التي تواجه مجلس النواب الاردني في المرحلة المقبلة قال الصفدي إن المجلس بصدد مناقشة الموازنة ولدينا اولويات في تدعيم تجربة مجالس المحافظات (اللامركزية) والانفتاح على مختلف القطاعات والهيئات.
وذكر أن "لدى المجلس ايضا مهمة تنفيذ زيارات ميدانية لمختلف المحافظات للاطلاع على هموم وتطلعات ابناء الشعب الاردني عن قرب ومعنيون بجعل العلاقة مع الاعلام قائمة ضمن إطار مؤسسي فهو شريك رقابي مهم لنا وايضا معنيون بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لما تقوم به من دور كبير بوصفها بيوت خبرة مهمة".
وحول دور البرلمان في اسناد الجهد الرسمي لضمان استمرارية الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس قال رئيس مجلس النواب الاردني ان "القدس بالنسبة للهاشميين والاردنيين ليست قضية سياسية بل هي قضية وجود".
وأكد وقوف الاردنيين "صفا واحدا خلف الملك عبدالله الثاني في حمله لامانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس" مؤكدا أن ملف القضية الفلسطينية بقي حاضرا في مختلف خطابات ولقاءات الملك وولي عهده الامير الحسين بن عبدالله.
وشدد الصفدي على حرص مجلس النواب الاردني على أن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة على اجندة مختلف لقاءات المجلس "فنحن اصحاب قضية مع الاشقاء الفلسطينيين وعلى تماس مباشر في قضايا الحل النهائي بخاصة ملفات القدس واللاجئين والمياه".
وأكد الصفدي أن بلاده ستبقى داعمة "للاشقاء الفلسطينيين" حتى نيل حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني وعلى رأس ذلك اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وفيما يتعلق بدور البرلمان الاردني في القضية الفلسطينية قال الصفدي "نحن نأخذ على عاتقنا في كل المحافل ان تكون القضية على رأس اجندتنا".
وأشار الى أن البرلمانات الاسلامية الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي دعمت مقترحا للبرلمان الاردني بدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ونال الاقتراح موافقة البرلمانات الاعضاء وعددها 54 برلمانا.
ولفت الى التوافق العربي حول القضية الفلسطينية والاجماع على مركزية القضية الفلسطينية وعلى هوية القدس وحق المسلمين والمسيحيين الابدي والتاريخي فيها ورفض كل محاولات تهويدها.