دعا الخبير الأردني وأستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية، أحمد الملاعبة، اليوم الثلاثاء، إلى تخفيف السكان في منطقة الأناضول بنسبة 50 بالمئة ونقلهم إلى الداخل التركي، لأن تلك المنطقة تعتبر صفيحة نشطة والزلازل متوقعة فيها، كما حذر الملاعبة من انتشار مرض الطاعون في المناطق التي حدث فيها الزلزال.
وقال الملاعبة، وفق ما نقلت عنه وكالة "سبوتنيك"، إنه "يجب تخفيف السكان في الأناضول بنسبة 50 بالمئة ونقلهم إلى الداخل التركي" مبيناً "أنها صفيحة نشطة"، ولأن "الزلزال متوقع"، ولأن "هنالك [حالياً] 2000 هزة ارتدادية بقوة 4 ومنها وصلت هزتان إلى 5.5 و 5.6 درجة".
وأضاف الملاعبة، بأنه "لهذه المنطقة تاريخ زلزالي، إذ في 2020 حدث زلزال [بقوة 6.7 درجة] وفي عام 1999 حدث زلزال كبير [بقوة 7.6 درجة]"، ويقول الملاعبة "أنا أتحدث هنا عن الزلازل الكبيرة"، ويُذكر هنا بأحد الزلازل الكبيرة التي وقعت "في عام 1935".
وفي سياق متصل قال الملاعبة بأنه "وبعد مرور ما يقارب الثمانية أيام على الزلزال، فإن عملية البحث والإنقاذ أصبحت شبه خيال"، وبناء على ذلك "لا يوجد أمام تركيا إلا البدء بإزالة الأنقاض والجثث التي تظهر إمكانية لإزالتها، وبعض الجثث يمكن أن تخرج مع الآليات وتدفن مع الأنقاض مقطعة"، مُستنتجاً مما سبق أن "هنالك كوارث بشرية بهذا الخصوص".
وبناء على ما سبق، ثمة "خوف من انتشار الأمراض بسبب التعفن"، وفق الملاعبة الذي يرى أن ثمة "خوف من انتشار الطاعون".
ويكمل الملاعبة "بالرغم من أنه يتم التقليل من فرص الإصابة بالطاعون، ويقال بأن هذا الفيروس أصبح في المختبرات فقط ولا يوجد منه شيء على الأرض، ولكن لاحظنا الطاعون في الهند [عام] 1994"، مبيناً أن ما جرى في الهند حينها "نقض النظرية بشكل كامل".
وأوضح الملاعبة، أنه "مع حدوث أي كارثة تنشط الفئران التي تأخذ هذا الفيروس ويتم نقله من الفئران إلى الناس إما [مباشرة] عبر قضم الفأر للناس، أو [بطريقة غير مباشرة] عبر الذباب والحشرات التي تمتص دم الفار وتنقله للإنسان"، مضيفاً "يعني عدوى مجانية".
ويقول الملاعبة "من الممكن أن تحدث كارثة إنسانية بسبب الطاعون، والأمراض الفتاكة الأخرى التي تنتقل بالحشرات"، معتبراً أن "النقطة المهمة الآن تجنب المنطقة [التي] يمكن أن ينشأ فيها تعفن للجثث، سواء الإنسان أو الحيوانات التي ماتت أو كل شيء حي".
وأكد "الآن الكميات الكبيرة جداً من الكتل البشرية، إن جاز التعبير، مع احترامنا لحرمة الموتى، ستسبب كارثة في قتل الأحياء".
ويوضح بأنه "من تبعات الزلازل؛ النيران، هدم المنازل لاحقاً بسبب الهزات الارتدادية منها الضحايا الذين لم يتم إنقاذهم، وهؤلاء عددهم غير معروف".
وقال الملاعبة بأن "تركيا حدث فيها زلازل أكثر من مجموع العالم" مُشبهاً إياها باليابان.
وتجدر الإشارة إلى أن الزلازل والهزات الأرضية تعد ظواهر طبيعية وعادية في تركيا، إذ تشير أرقام هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في البلاد، إلى وقوع أكثر من 33 ألف زلزال عام 2020 وحده، بينها 322 فقط بقوة تزيد على 4 درجات على مقياس ريختر.
وتعود كثرة الزلازل إلى وقوع معظم أجزاء تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، التي تتموضع بين صفيحتين؛ الأوراسية التي تمثل نسبياً قشرة غير قابلة للحركة، والعربية التي تتجه شمالاً بمعدل بوصة واحدة تقريباً سنوياً.
ويُشار إلى أن زلزالاً مدمراً بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، في 6 شباط/ فبراير الجاري، أسفر عن مقتل وتشريد الآلاف.