افتتحت أمين عام وزارة الصحة الدكتورة إلهام اليوم الخميس، مؤتمر السلط الطبي الثالث بعنوان معا لرعاية صحية متكاملة، الذي نظمته اللجنة الفرعية لنقابة أطباء السلط في مجمع النقابات المهنية في البلقاء ويستمر أربعة أيام.
ويضم المؤتمر كافة التخصصات الطبية، والصيادلة والمهن الفنية المساندة، ويشارك فيه نخبة
أطباء وزارة الصحة، ونقابة الأطباء، وأطباء من القطاع الخاص، ويناقش نحو 300 ورقة علمية وجلسات لمحاضرين في كافة التخصصات الطبية.
وأكدت خريسات في كلمة ألقتها نيابة عن وزير الصحة، أهمية الإنجازات التي حققها القطاع الصحي الأردني، بشقيه العام والخاص ما ساهم بترسيخ الثقة بهذا القطاع، مشيرة إلى ما تم إنجازه أخيرا من قبل وزارة الصحة في مجال الرعاية الصحية انطلاقا من مسؤولياتها لتوفير هذه الرعاية لمحتاجيها، حيث قامت بدعم برامج الرعاية الصحية بكافة مستوياتها الأولية والثانوية والثالثية.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة سعت إلى توسعة وافتتاح العديد من المراكز الصحية بهدف توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية المتكاملة للحد من تحويل المرضى للمستشفيات بحيث تستنـد خدمات الرعايـة الصحية الأوليـة إلى مفهوم الرعاية الصحية الشاملـة، من خلال تقديم الخدمـات الأساسية الوقائية والعلاجية كالتثقيـف الصحـي والصحـة الإنجابية وسلامة الميـاه والرقابة علـى الغـذاء وصحة البيئة والكشف المبكر عن الأمـراض المزمنة والوراثية والخلقية والصحة النفسية والإعاقات، بالإضافة إلى الصحـة المدرسية والصحة المهنية ومكافحة الأمراض السارية والصحة السنية وكذلك الوقاية من الإدمان ومكافحة التدخين بالإضافة إلى تقديم الخدمات التي تركز على تعزيز أنمـاط الحياة الصحية السليمة وتجنـب عوامـل الإختطار.
وأضافت، أن خدمات الرعاية الصحية المقدمة من قبل وزارة الصحة تتميز بسهولة الوصول والحصول عليها وبشكل خاص خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال منظومة المراكز الصحية الفرعية والأولية والشاملة المنتشرة في كافة محافظات المملكة والتي تم إنشاؤها استنادا لمعايير معتمدة من أهمها البعد الجغرافي والحاجات الفعلية للسكان.
وبينت، أن الوزارة بدأت بتنفيذ خطة متكاملة لدمج عدد من المراكز الصحية الأولية في مراكز شاملة لتجويد الخدمات الصحية المقدمة ولتصبح مراكز نوعية وبالتعاون مع ممثلي المجتمع المحلي وأصحاب السعادة النواب وعدد من المبادرات المجتمعية.
وعلى صعيد الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، قالت خريسات، إن وزارة الصحة قامت بتعزيز قدرات المستشفيات من خلال صيانة وتوسعة وافتتاح عدد من المستشفيات وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية العلاجية بجودة وكفاءة ،حيث تم افتتاح مختبرات وظائف الرئة في عدد من مستشفيات الوزارة، وإنشاء مراكز تخصصية للتليف الكيسي في أقاليم الشمال والوسط والجنوب، وافتتاح مراكز متخصصة للتصلب اللويحي والسكري والغدد الصم وتوسعة أقسام الإسعاف والطوارئ والعيادات ووحدات غسيل الكلى والتوسع في تركيب أجهزة الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي وأقسام القسطرة القلبية والجراحات التخصصية في عدد من المستشفيات.
كما قامت الوزارة بإطلاق خدمة توصيل أدوية الأمراض المزمنة لمنازل المرضى بهدف تخفيف العبء على متلقي الخدمة وتخفيض أعداد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة ومن باب التسهيل على المواطنين بتوفير خدمات إصدار وتجديد التراخيص ومن خلال البريد، قامت بإطلاق المرحلة الأولى من أتمتة خدمات التأمين الصحي، وحوسبة 22 مستشفى و 161 مركزا صحيا، إضافة إلى حصول 14 مستشفى حكوميا على الاعتمادية و 98 مركزا صحيا و 16 وحدة تصوير الثدي الشعاعي، كما حصلت 5 مستشفيات على اعتمادية المستشفيات الصديقة للطفل بالتعاون مع مجلس اعتماد المؤسسات الصحية ومنظمة الصحة العالمية ما ينعكس على جودة الخدمات الصحية المقدمة.
وعلى صعيد الاستثمار في الموارد البشرية، ضاعفت وزارة الصحة ابتعاث الأطباء للتخصصات الأساسية والفرعية، وقامت بزيادة عدد الأطباء المقبولين في برنامج الإقامة بالإضافة إلى التوسع في برامج التطوير المهني المستمر لكافة الكوادر الصحية العاملة في الوزارة.
وألقى رئيس المؤتمر الدكتور مهند النسور كلمة قال فيها، إن عقد المؤتمر الصحي الثالث للجنة الفرعية لنقابة الأطباء في مدينة السلط، جاء لمواكبة التقدم والتطور العلمي والمهني في المجالات الطبية والتي باتت مُتغيرة ومتنامية في كافة التخصصات.
وأضاف، أن الزخم في الأوراق العلمية المقدمة والرغبة في المشاركة بالمؤتمر، دليل على مدى اهتمام العاملين في القطاعات الصحية المختلفة في الوصول إلى المعرفة والمهارات التي تُعد سلم النجاح في مسيرتهم وبدونها تبقى الإمكانيات منقوصة وغير محدثة.
بدوره، دعا نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور زياد الزعبي، إلى السعي نحو المزيد من التقدم على المستوى العلمي والمهني والاجتماعي، مشيرا إلى أن النقابة تضم 42 ألف طبيب يعمل منهم 28 ألفا في الأردن وآخرين في دول أخرى، إضافة إلى المتقاعدين والبالغ عددهم 3 آلاف طبيب مما حمل النقابة إرثا ثقيلا وعجزا ماليا في صندوق التقاعد.
وأكد رئيس اللجنة الفرعية لنقابة الأطباء فرع السلط الدكتور ناصر السعايدة، أن النقابة تتطلع لمزيد من الشراكة مع جامعة البلقاء التطبيقية لتوثيق علاقة الجامعة بالمجتمع الطبي في محافظة البلقاء وإرساء جسور التواصل بين مختلف مكونات المجتمع الطبي، مشيرا إلى أن المؤتمر يضم 270 ورقة علمية في كافة المجالات والتخصصات الطبية بالإضافة إلى عشرات المحاضرات المنوعة.
بدوره، قال مدير صحة محافظة البلقاء الدكتور صائب أبو عبود، إن المؤتمر يرسخ أهمية التواصل بين العاملين في المجال الصحي لإيجاد بيئة حاضنة للخبراء والمختصين لتبادل الخبرات ما ينعكس على ممارسة العلم الطبي الحديث وتجويد الخدمة المقدمة للمواطنين.
وأشار مدير مستشفى السلط الجديد الدكتور رامي أبو رمان إلى المشاركة الفاعلة من قبل كوادر المستشفى في اللجان وتقديم الأوراق العلمية، وحيث سيتم وفور انتهاء هذا المؤتمر التحضير للمؤتمر القادم بأوراق علمية ودراسات على أعلى المستويات بالتعاون مع كلية الطب في جامعة البلقاء واللجنة العلمية لنقابة أطباء السلط .
وقال الدكتور أبو رمان، إن انطلاق المؤتمر جاء بعد جهود متواصلة لجميع اللجان القائمة عليه لأشهر عدة ، حيث يعتبر هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات الطبية في المملكة، مشيرا إلى أهمية تبادل الخبرات وفتح آفاق البحث العلمي وتبادل الإنجازات العلمية والعملية.
وعرض عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد القضاة التحديات التي تواجه التعليم الطبي في المستقبل وأهمها الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هناك 18 ألف طالب طب في الأردن، مؤكدا أهمية النهوض بالقطاع الطبي والسعي نحو التطور والتقدم في التعليم الطبي.