اربد التنموية والحسن الصناعية قصة نجاح لنهج القيادة الهاشمية

تمثل منطقة اربد التنموية ومدينة الحسن الصناعية منارات شاهدة على الاهتمام الملكي المتواصل بتوطين الاستثمارات في المحافظة لجهة تعزيز آفاق التنمية الشمولية والمستدامة بحواضنها وروافعها الاقتصادية المتنوعة وقدرتهما على توفير آلاف فرص العمل التي كانت وما تزال محور التوجه الملكي من اجل توفير الحياة الكريمة للمواطن.

وإذا كانت مدينة الحسن الصناعية التي انشئت عام 1991 كثمرة من ثمار عطاء جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والانجازات العديدة التي تحققت في عهده، فإن ما شهدته من تطور متسارع الى جانب انشاء منطقة اربد التنموية عام 2007 يؤكد مدى حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على ترسيخ مفاهيم الريادة والابتكار والتوجه نحو التكنولوجيا في محاكاة التطور الذي يشهده العالم على الصعد كافة. وفي ذكرى البيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني والوفاء لجلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه يستذكر ابناء محافظة اربد هذه المناسبة بالاعتزاز والفخر وهم يعايشون الحرص الملكي المستدام بتنمية المحافظة وتقديمها كحاضنة للاستثمار والتنمية. وفي هذا السياق يؤكد الوزير الأسبق انمار الخصاونة ان محافظة اربد أصبحت بهذه المعالم الاقتصادية والتنموية الراسخة والمتطورة مؤهلة اكثر من اي وقت كي تكون بمثابة عاصمة اقتصادية قادرة على تصدير المنتج الاردني والكفاءة الاردنية. والى جانب ذلك، يشير الخصاونة الى توطين الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة والاستمرار بتوليد فرص العمل ومحاكاة الريادة والابتكار والتطور الذي يشكل بوصلة القيادة الهاشمية ونظرتها الحكيمة للمستقبل امام التطور التكنولوجي الهائل حيث شكلت منطقة اربد التنموية ومدينة الحسن الصناعية وشقيقتها الصغرى مدينة "السايبر سيتي" قصة نجاح يبنى عليها لمستقبل واعد. من جانبه اكد النائب خالد ابو حسان ان هذه المنارات التنموية والاقتصادية شهادة ناصعة على الاهتمام والحرص والتوجيه الملكي الدائم بالعمل على تنمية المحافظات والاطراف وتعزيز المناخ الاستثماري فيها وبما يعزز دورها في منظومة الاقتصاد الوطني الى جانب قدرتها على إحداث التنمية المستدامة في المحافظات وتوفير فرص العمل لأبنائها وإطلاق طاقاتهم الابداعية بالعمل الريادي. وتعتبر منطقة اربد التنموية من ضمن المبادرات التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2007 بهدف توفير فرص استثمارية تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتسهم في ايجاد فرص عمل للحد من مشكلتي الفقر والبطالة. وقالت الرئيس التنفيذي لشركة الضمان لتطوير المناطق التنموية ليزا الدغمي ان منطقة اربد التنموية تسعى بشكل مستمر إلى التعاقد مع مطورين ومستثمرين عالميين، فضلاً عن مستثمرين محليين في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية وصناعة الأدوية وقطاع الاسكان والخدمات لتحقيق الرؤية الملكية السامية. واشارت الى انه يجري العمل حالياً على تنفيذ اعمال البنية التحتية للمنطقة، وفق المتطلبات الأساسية والمخطط الشمولي لتحقيق الغايات والأهداف التي أنشئت من أجلها و المتمثلة بخلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات والمساهمة في المسؤولية المجتمعية تجاه المجتمع من خلال توفير فرص العمل. وبينت الدغمي انه تم لغاية الآن تنفيذ خمسة مبان ذكية، ضمن قطاع (متعدد الاستعمال) في المخطط الشمولي للمنطقة، كما يجري العمل حالياً على استكمال أعمال البنية التحتية المتوقع الانتهاء منها خلال العامين القادمين. ولفتت الدغمي الى ان الخطة المستقبلية للمنطقة تتضمن تنفيذ مشاريع استثمارية، منها إنشاء مول تجاري، وفندق، ومستشفى ومراكز صحية، ومجمعات تجارية وخدمية، ومطاعم، ومحطة محروقات، ومنتجعات سياحية، ومصانع أدوية، وشركات تكنولوجيا معلومات، ومراكز بحوث. وأوضحت ان منطقة اربد التنموية تمكنت حتى نهاية العام الماضي من استقطاب 8 استثمارات بحجم بلغ 40 ملايين دينار استطاعت توفير 2370 فرصة عمل. وتقع منطقة اربد التنموية على بعد 20 كيلومترا الى الشرق من مدينة إربد وعلى مسافة 80 كيلومترا الى الشمال من العاصمة عمان وتبلغ مساحتها 1.8 كم مربع بجوار جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية التي تعد مؤسسة علمية رائدة بالمملكة وواحدة من افضل الجامعات في الشرق الأوسط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والتي تضم مستشفى الملك عبدالله المؤسس بالإضافة الى وجود اربع جامعات اخرى في محافظة اربد ما يؤهلها لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والمحلي . وتتميز المنطقة بالقدرة على توفير الموارد البشرية النوعية لهذه القطاعات بوجود أكثر من 50 الف طالب جامعي في جامعاتها وكلياتها بالإضافة الى توفر كافة احتياجات البنية التحتية والخدمات المساندة. وقال مدير عام شركة المدن الصناعية الاردنية عمر جويعد، في ذكرى الوفاء والبيعة عززت الشركة مسيرتها بباقة من النماء المتواصل الشاهد على عطاء الهاشميين وشموخ صنيعهم، فمن مدينة صناعية واحدة دشّنها جلالة الملك الحسين الباني طيب الله ثراه في ثمانينيات القرن الماضي الى عشرة مدن صناعية حتى يومنا هذا أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني لتكون صروحا اقتصادية معطاءة تستلهم الهمم وتستقطب ذوي الكفاءات من ابناء الوطن لتطور ونماء القطاع الصناعي الذي تشكل المدن الصناعية الاردنية ركيزة اساسية فيه من خلال اسهامات متميزة في عدد الشركات الصناعية المستقطبة وفرص العمل المستحدثة وانعكاسات متزايدة على ارقام الصادرات الوطنية والقيمة المضافة للاقتصاد الوطني الكلي . وبين جويعد إن مدينة الحسن الصناعية التي تأسست عام 1991 بمساحة اجمالية تبلغ 1400 دونم مربع وتقع بالقرب من المنافذ الحدودية مع العراق وسوريا كأول منطقة صناعية مؤهلة في الاردن هي خير شاهد على ذلك وتعتبر ثاني المدن الصناعية التي تقيمها شركة المدن الصناعية في المملكة بعد مدينة عبدالله الثاني ابن الحسين الصناعية في سحاب. وبين إن المدينة تضم (134) شركة صناعية عاملة في عدة مجالات صناعية بحجم استثمار يقارب 430 مليون دينار تتوزع الاستثمارات فيها على مختلف الجنسيات منها (79) استثمارات اردنية و(28) استثمارات عربية و(12) استثمارات اردنية عربية مشتركة و(2) استثمارات اردنية واجنبية و(13) استثمارا اجنبيا وتصدر منتجاتها لمختلف الأسواق العربية والآسيوية والاوروبية والاميركية وكندا. وتعد مدينة الحسن الصناعية الحاضن الأكبر للاستثمارات الصناعية في شمال المملكة، حيث تشكل صادراتها ما يقارب 90 بالمئة من صادرات محافظة اربد الصناعية وفقا لآخر الإحصاءات نظرا لعدد الشركات التي تضمها والتنوع الصناعي الذي تحتضنه، حيث بلغ حجم صادراتها حتى ناهية العام حوالي .1.4 مليار دولار. ووفرت الاستثمارات القائمة في مدينة الحسن الصناعية قرابة (34) الف فرصة عمل في مختلف المجالات (6) آلاف فرصة منها لأردنيين موزعة بين الذكور والإناث. وقال، ان الطلب المتزايد على الاستثمار الصناعي بمدينة الحسن شغل كامل مساحتها ما دفع بالمباشرة بمشروع التوسعة الرابعة للمدينة في منتصف العام 2019 بكلفة تزيد على (4) ملايين دينار وتشمل هذه المرحلة التي بلغت نسبة الإنجاز فيها 100 بالمئة تطوير اراض صناعية وتنفيذ مبان صناعية جاهزة، لافتا الى انه تم فتح الباب امام الشركات الصناعية للاستثمار فيها. وتبلغ مساحة التوسعة نحو 200 دونم على الحدود الشمالية للمدينة وتم تقسيم ارض المشروع الى 34 قطعة تلبي مختلف احتياجات المستثمرين، اضافة لتنفيذ مصانع نمطية بمساحة تقريبية تصل الى (18) الف متر مربع، فضلا عن تنفيذ شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والإنارة وغيرها من خدمات البنية التحتية اللازمة للاستثمارات الصناعية. وقال رئيس غرفة صناعة اربد هاني ابو حسان ان مشروع التوسعة الجديد سيدعم المسيرة المتميزة لمدينة الحسن الصناعية خاصة وأنها تستحوذ على 90 بالمئة من صادرات محافظة اربد الصناعية، مؤكدا اهمية المشروع في توليد فرص عمل جديدة للعمالة المحلية سواء في مراحل التنفيذ أو خلال مرحلة التشغيل للشركات الصناعية التي ستباشر عملها فيها، بالتزامن مع الجهود الحكومية الرامية لتوفير فرص عمل لأبناء وبنات المملكة. واكد ابو حسان ان المدن الصناعية الاردنية عموما ومدينة الحسن الصناعية على وجه الخصوص تمثل ترجمة للرؤى الملكية السامية تجاه الشباب الاردني المبدع واستثمار طاقاته الى جانب الربط بين المنشآت الصناعية في المدينة والجامعات الحكومية والخاصة من خلال مذكرات تفاهم وقعتها شركة المدن الصناعية مع مؤسسات التعليم العلمي والبحثي والتقني في محافظة اربد حيث سيتم بموجبها الربط بين طلبة هذه الجامعات والشركات الصناعية في مدينة الحسن الصناعية لتأمين فرص التدريب والتأهيل للطلبة والتوظيف واستثمار مختبرات الجامعات لإجراء البحوث والدراسات الرامية الى تطوير القطاع الصناعي. وقال ابو حسان، إن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة دعم القطاع الصناعي والاستثماري وتذليل العقبات التشريعية والاجرائية كانت وراء تجويد المدن الصناعية بما يتواءم مع مفاهيم ومعايير تشجيع الاستثمار وخلق بيئة استثمارية جاذبة وتوطين الاستثمارات في المحافظات والاطراف والتي كان لمحافظة اربد نصيب وافر منها، كما كان لتوجيهات جلالته الاثر الكبير على نمو حجم صادرات المحافظة بنسبة زادت على 25 بالمئة خلال العام الماضي.