معرض القاهرة للكتاب.. احتفاء مصري بالأردن حضارة وتاريخًا وثقافة

 أجمع معنيون بمشاركة الأردن ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الرابعة والخمسين، على الحفاوة الكبيرة التي حظي الوفد الأردني المشارك بها.

وأكدوا أن الجناح الأردني في المعرض نجح في عكس رؤية المملكة وثقافتها وتاريخها، مشيدين بالاحتفاء المصري الكبير بالأردن حضارة وتاريخًا وثقافة، ودفء العلاقات بين البلدين على جميع المستويات. وقدّمت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الشكر للأشقاء المصريين على الحفاوة الكبيرة وحسن الاستضافة اللذين أبدوهما للوفد الأردني المشارك في معرض القاهرة. وقالت النجار إن لاختيار الأردن ليكون ضيف الشرف هذا العام، دلالة أكيدة على متانة العلاقات بين البلدين التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مضيفة أن ذلك تُرجم على أرض الواقع ما رسخ التعاون بين البلدين في كل المجالات. وعن تصميم الجناح الأردني في المعرض، نوّهت وزيرة الثقافة بأنه استندت إلى روح الشباب والرؤية الأردنية للمستقبل ضمن برنامج التحول الإلكتروني، لافتة إلى أنه أتاح الاطلاع على وثائق مهمة من تاريخ المملكة، وآثار الحضارات القديمة فيها، وقيم التسامح والكرم المعروفة عن الأردنيين. وبينت النجار أن التصميم جاء بتشاركية بين مؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني، وعكس المشروع الوطني الأردني الذي يحمل رؤية هاشمية متسقة مع الممارسة على جميع الصعد، كما أنه لم يغفل إظهار علاقات المملكة الوثيقة مع جمهورية مصر العربية. بدوره أعرب السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، عن اعتزازه بمستوى المشاركة الأردنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب وتنوعها، بما عكس الإنتاج الثقافي والأدبي الزاخر للمملكة، وإسهاماتها في الثقافة العربية. وأشار العضايلة إلى أن المشاركة الأردنية كضيف شرف حظيت بمتابعة واسعة من رواد المعرض وشخصيات ثقافية والجالية الأردنية في مصر، لافتاً إلى أن السفارة الأردنية في القاهرة نظمت، بالتعاون مع وزارة الثقافة مساء يوم الافتتاح، ليلة فنية أردنية حضرتها وزيرتا الثقافة في البلدين الشقيقين وجمع كبير من سفراء الدول العربية والأجنبية في مصر استمعوا فيها إلى مقطوعات موسيقية وغنائية تعكس التراث والفلكلور الأردني. وبين أن المشاركة الأردنية تضمنت ندوات أدبية وثقافية وعروضا فنية إلى جانب ندوات موازية عقدت على هامش المعرض للاطلاع على تجربة المملكة كضيف شرف في عديد من المجالات، كان أبرزها ندوة عقدها المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن ونظيره في مصر، عرض خلالها أمين عام المجلس الأعلى الدكتور مهند العزة تجربة الأردن في هذا المجال، والتي تعتبر من التجارب العربية المتقدّمة. وأعرب العضايلة عن تطلعه بأن تسهم الفعاليات الثقافية والابداعية والأدبية التي شاركت فيها شخصيات ثقافية أردنية في تعزيز حالة التنوّع التي يتميز بها معرض القاهرة الدولي للكتاب، باعتباره محفلاً تنصهر به الهويات الثقافية والإنتاج الأدبي للدول المشاركة، ويوفر فرصة لرواده من الاطلاع والإفادة من الإنتاج الأدبي والفكري في أروقته. ولفت إلى أن تصميم الجناح الأردني سعى إلى إبراز الرموز والدلالات الثقافية والسياحية والحضارية الأردنية، كما أن شعار المشاركة الأردنية "الأردن حضارة الماضي وإبداع المستقبل" جاء ليدلل على استمرارية الإنجاز والإنتاج الثقافي والفكري الأردني، من منطلق الإيمان بأن الثقافة جسر يربط بين حضارة الماضي وإبداع المستقبل. بدوره، قال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، الدكتور جبر أبو فارس، إن 29 دار نشر أردنية شاركت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، منها 16 دارا بشكل مباشر، و13 دارًا بتوكيل. وأشاد أبو فارس، بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها إدارة المعرض، وعلى رأسها وضع أجنحة الناشرين الأردنيين في مواقع مميزة، ولم تدخلهم قرعة تقسيم الأماكن كما في كل عام، لافتًا إلى أن وزارة الثقافة الأردنية قدّمت كذلك كل التسهيلات اللازمة للناشرين الأردنيين. وفيما قال الشاعر موسى حوامدة، المشارك بأمسيات شعر مقامة ضمن البرنامج الثقافي الأردني، إن المعرض شهد احتفاء كبيرًا بالأردن وتاريخه وأدبه وثقافته، مؤكدا أن هذا الاحتفاء يدل على أن المعرض ليس لبيع الكتب فقط، لكنه مساحة حضارية وأدبية. وأشاد حوامدة بإشراك وزارة الثقافة مؤسسات خاصة وأهلية، مثل مؤسسة عبد الحميد شومان، وجمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية التي عرضت طوابع ذات قيمة عالية توضح مراحل الازدهار عبر تاريخ الدولة الأردنية، مشيرا إلى عرض متحف الأردن نسخة طبق الأصل عن تمثال عين غزال الشهير الذي يعود عمره لأكثر من تسعة آلاف عام. يشار إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب انطلق في 25 الشهر الحالي وسيمتد حتى 6 من الشهر المقبل، فيما سيبقى البرنامج الثقافي الأردني مستمرًا بتقديم فعالياته التي تعبر عن الأردن وتاريخه ثقافته وحضارته.