سياسيون: الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تضع المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة

 أكدت فاعليات سياسية أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة سادرة في غيها، لا تراعي إلا ولا ذمة في ممارساتها العنجهية عبر اغتيال عشرات الفلسطينيين، وإصرارها على انتهاك حُرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، الأمر الذي يضع المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة، ما يجعل من السّيطرة عليها بعد ذلك امرا عسيرا يصعب معه وجود أي استقرار.

وقالوا اليوم الثلاثاء، إنَّ ما حدث مع السَّفير الأردني اليوم في الأراضي المحتلة وفي حرم المسجد الأقصى، هو عمل متطرف يعكس حقيقة الحكومة الجديدة وسياستها العنصرية، بالرغم من عليها اليقين بأن الأردن هو معادلة رئيسة في جوهر القضية الفلسطينية، ولا يمكن تجاهل دوره على الإطلاق باعتباره وصيا على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. وقال رئيس لجنة الاعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان العين الدكتور محمد المومني، إن ما حدث اليوم في باحات المسجد الأقصى، يؤشر إلى توجه إسرائيلي لتصعيد دبلوماسي ومحاولة المساس بالأوضاع القانونية والتاريخية في الحرم القدسي الشريف. وأشار إلى أن الأردن في مواجهة مستمرة ومفتوحة أمام هذا السلوكيات الإسرائيلية الرعناء، سواء أكانت مُدبرة أو نابعة من جهل بالأبعاد الدبلوماسية والقانونية لها، وهي تشير إلى ضرورة اليقظة والإنتباه لمحاولات الاحتلال المستمرة لتغيير الاوضاع القانونية والتاريخية القائمة. وأوضح أنَّ الحرم القدسي خط أحمر بالنسبة للأردن، الذي سيوظف كافة أدواته وإمكانياته من أجل الحفاظ على الأوضاع التاريخية والقانونية القائمة، مؤكدًا أن إسرائيل تعلم أن العبث في هذا الملف هو لعب بالنار والدخول في مواجهة مفتوحة مع واحدة من أهم الدول بالنسبة لها، إلا وهي الأردن. وأشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يقوم بالوصاية التاريخية للحرم القدسي الشريف كاملًا، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفقًا للبيعة التي جرت عام 1924، منوهًا بأن الأردن يفخر بأنه يقوم بهذا الدور بالإنابة عن الأمتين العربية والإسلامية، ولن يدخر جهدًا للحفاظ على مقدسات والأمة وكف يد الاحتلال عنها. وقال الوزير الأسبق والكاتب الصَّحفي سميح المعايطة إنَّ ماحدث مع الخارجية الأردنية هو رسالة استفزازية من الاحتلال والذي يدرك أن الأردن له دور أساسي في الصراع العربي الاسرائيلي، ويرفض كل سياسات حكومة بنيامين نتنياهو بشكلها الحالي والسابق، ويعمل على مواجهتها بكل امكاناته السِّياسية ومنها القمة الثلاثية التي كانت في القاهرة مع مصر والسلطة الفلسطينية بهدف تنسيق الجهود عربيا ودوليا لمواجهة برامج الحكومة المتطرفة. وأضاف أنَّ الاحتلال يُدرك أنَّ الاردن حجر العثرة امام سياسته التي تدير الظهر للقضية الفلسطينية وتعمل لتوسيع علاقاتها العربية والإسلامية على حساب اعطاء الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والسِّياسية. وأكد أنَّ هذه الرسالة الثانية التي توجهها إسرائيل للمنطقة ولكل الجهود، كانت الأولى باقتحام أحد الوزراء الاسرائيليين للمسجد الأقصى، وهي سياسة ممنهجة، ولا يمكن أن تؤخذ بحسن نية. وأكد عضو مجلس الأعيان مصطفى الرواشدة، أن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، حيثُ تتصدر القضية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أجندة المملكة الخارجية في كل المحافل الدولية، مؤكدًا أن الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية هو موقف ثابت وتاريخي، واقترن ذلك بأفعال على مر الزمان. وأشار إلى حديث جلالة الملك عبدالله الثاني عندما قال "إن القدس خط أحمر"، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حافظت على الهوية العربية الإسلامية. وبين أنَّ ما حدث اليوم في باحات المسجد الأقصى هو عبارة عن محاولات بائسة وفاشلة لثني الأردن وقيادته الهاشمية عن دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مستذكرًا عندما بذل الملك عبدالله الأول دمه في باحات الأقصى الشريف. وذكر أن ردة فعل الأردن قيادة وحكومة وشعبًا تظهر مدى صلابة وقوة وثبات الموققف الأردني حيال القضية الفلسطينية ومقدسات المدينة القديمة، ورسالة للاحتلال تحذره من خطورة العبث بالوضع القانوني والتاريخي القائم. وبين النَّائب الأسبق محمد أبو هديب أنَّ الأردن يواجه حكومة قادمة من أقصى اليمين المتطرف ومنذ أن تسلمت الحكم في اسرائيل وقبل ذلك وهي تمارس الانتهاكات بكل الاتجاهات وعلى الصعد كافة، وقد اغتالت في أقل من شهر واحد عشرات الشهداء الفلسطينيين. وأضاف أن هذه الحكومة لا تحترم اتفاقات وخرقت كل القواعد وتنتهك كل يوم المقدسات الإسلامية والمسيحية بصورة خطيرة جدا تهدد المنطقة بالانفجار، ما يتطلب الدَّعم من المجتمع الدولي والعربي والاسلامي، ومساندة الأردن في موقفه الثَّابت. وأكد أن جلالة الملك ومنذ زمن بعيد استدرك الخطر الذي تقوم به الحكومة المتطرفة في اسرائيل، ولذلك كان يكثف الجهود ويلتقي قادة المجتمع الدولي والقادة العرب والمسلمين، ويجري اتصالاته لوضع حد للانتهاكات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بكل المعايير. وأكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان أن الاجراء الاستفزازي المرفوض من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية والمتمثل باعتراض طريق السفير الاردني في تل ابيب لدى دخوله المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، أظهر للعالم ومنظماته الشرعية الوجه الحقيقي لحكومة اليمين المتشددة بزعامة نتنياهو وسياستها الساعية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، هذه السياسة المتزامنة مع هجمة شرسة تمارس على الشعب الفلسطيني ارضه وانسانه ومقدساته، وبشكل لا يحترم القرارات والتفاهمات والمعاهدات الدولية. ولفت إلى أنَّ الممارسات الاسرائيلية جاءت نتيجة لصلابة الموقف الاردني الراسخ في دعم الاهل في فلسطين والقدس وحقهم التاريخي والقانوني في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ومحاولة يائسة للرد على الاجماع العالمي والمطالبات الدولية بضرورة احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس باعتبارها الامتداد القانوني والشرعي للوضع التاريخي القائم وصمام الامان للحفاظ على الهوية الحضارية العربية لمدينة القدس التي تحاول اسرائيل طمسها. وأكد أنَّ الاجماع الدولي الواضح خلال الاجتماع الطارىء لمجلس الامن قبل ايام لمناقشة تداعيات اقتحام وزير الأمن القومي بن غفير للمسجد الاقصى المبارك، كما يأتي هذا التصرف الاسرائيلي في وقت تبذل فيه الدبلوماسية الاردنية بقيادة صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني حراكاً دبلوماسيا نشطاً لتوضيح خطورة الممارسات الاسرائيلية واثرها المباشر على السلام المنشود، خاصة أن جلالته شارك اليوم في قمة ثلاثية عربية مهمة لمناقشة تداعيات وواقع القضية الفلسطينية. وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي اطار الاعتداءات الاسرائيلية المتسارعة على الشعب الفلسطيني الاعزل وضربها عرض الحائط بالشرعية الدولية، تدعو العالم ومنظماته الشرعية بالسعي الفوري لالزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، خاصة في هذا الوقت الخطير الذي يتطلب ارادة دولية جادة بعيدة عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز لإسرائيل. وقال إنَّ على اسرائيل اذا ارادت السلام والأمن حسب زعمها فعليها التوقف الفوري عن سياستها العنصرية القمعية والالتزام بتعهداتها، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم بما في ذلك صلاحيات ادارة الاوقاف في القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف الاردنية. ونبه إلى أنَّ على اسرائيل أن تُدرك أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية تستند لمرتكزات تاريخية وشرعية أصيلة، لذا سيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية راسخاً قوياً في دفاعه عن الاهل والمقدسات في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات. وقال الأمين العام لمنتدى الوسطية العالمية المهندس مروان الفاعوري إنَّ إسرائيل تحاول تغيير قواعد الاتفاق المتعلق بدور الأردن بالوصاية على الأماكن المقدسة وتحاول من خلال اليمين المتطرف المتصهين فرض واقع جديد يسلب من الأردن دوره التاريخي في حماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية. وأضاف أنَّ جلالة الملك أكد أكثر من مرة، كان آخرها تصريحاته بأنَّ موضوع القدس والوصاية خط أحمر لا يمكن تجاوزهما، والأردن يقوم بدور تاريخي نيابة عن الأمة الإسلامية وهو مسنود بموقف الدول العربية والإسلامية كافة. وأكد تضامن الجهود الشعبية والرسمية لتعضيد الموقف الرسمي الأردني واسناد موقف جلالة الملك فيما يتعلق بالمدينة المقدسة والجهود التي يبذلها الأمير غازي فيما يتعلق بالقدس ودعم الأهل في القدس وتوفير جميع أشكال الرعاية، ولا سيما موضوع الوقفية لحفظة القرآن الكريم التي طرحت قبل أسبوعين بمباركة جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس. واضاف ان هذه الجهود تؤكد أنَّ الأردن ماض إلى النهاية في الدفاع عن مدينة القدس وهويتها العربية الإسلامية المسيحية ومنع المتطرفين من ان يعبثوا ويغيرو قواعد الاتفاق التي تحكم اتفاقية السلام الموقعه بين الأردن واسرائيل.