ما يزال مشروع سوق الخضار المركزي بمنطقة وادي الريان بلواء الأغوار الشمالية غربي إربد، متعثراً، بالرغم من مرور أكثر من 10 سنوات على إقامته كمشروع استثماري في منطقة تتميز بإنتاجها الزراعي.
ومشروع السوق تبنت تأسيسه عام 2011 ، بلديتا شرحبيل بن حسنة وطبقة فحل كمشروع مشترك لصالحهما بتكلفة زادت على 1.1 مليون دينار، منها 600 ألف دينار تمويل من الاتحاد الأوروبي، لكن استغلاله تعثر بعد ثبوت عدم جدواه الاقتصادية، لتتبخر أحلام البلديتين في قدرة المشروع على إدرار دخول مالية لصناديقها وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي والتسهيل على مزارعي المنطقة تصريف منتجاتهم الزراعية وتخفيض تكاليف النقل عليهم.
ووفقاً لمتابعين في المنطقة، فإن فكرة إنشاء السوق المركزي لقيت آنذاك أصواتاً معارضة من قبل العديد من ممثلي المجتمع المحلي ونواب المنطقة، بسبب موقعه الملاصق لمستشفى أبو عبيدة الجراح، لافتين إلى أن الموقع وإن كان متوسطاً لمنطقة الأغوار الشمالية، إلا أنه لم يأخذ بالاعتبار ما يتسبب به في حال تشغيله من ضجيج وسلبيات أخرى تؤثر على صحة المرضى والمراجعين للمستشفى، وهو ما كان من أبرز أسباب عدم تشغيل السوق حتى الآن.
جالت في موقع السوق المركزي المهجور، برفقة رئيسي بلديتي طبقة فحل كُثيب الغزاوي ، وشرحبيل بن حسنة محمد المرايحة، اللذين أكدا ،بدورهما، أنه كان يتوجب التأكد من الجدوى الاقتصادية للمشروع ومناسبة موقعه الجغرافي وقدرة البلديتين على تشغيله قبل إنشائه.
وكشف الغزاوي والمرايحة، أن البلديتين خاطبتا أخيراً وزارتي الصحة والإدارة المحلية للموافقة على تبرعهما بأرض السوق البالغ مساحتها 27 دونماً مفوض بها للبلديتين من قبل سلطة وادي الأردن، وما يضمه من 32 مخزناً تجارياً ومرافق وساحات لصالح وزارة الصحة لاستغلاله في توسعة مستشفى أبو عبيدة الحكومي أو أية مشروعات صحية تخدم أهالي المنطقة.
وأشارا إلى أن قرار البلديتين جاء إثر ثبوت عدم جدوى تشغيل السوق المركزي، نظراً لقرب سوق العارضة المركزي بالأغوار الوسطى من المشروع، إضافة إلى سوق إربد ، إلى جانب تفضيل العديد من المزارعين توريد منتجاتهم إلى سوق عمان المركزي، علاوة على سلبيات تشغيل السوق بالقرب من المستشفى الذي يخدم آلاف المراجعين يومياً.
ولفتا إلى أن مشروع السوق المركزي وبعد مرور سنوات طويلة على إنشائه، تعرض للعبث والتخريب من العابثين ويحتاج حالياً لإعادة تأهيله مبلغ بنحو 240 ألف دينار بحسب دراسة بهذا الشأن، لا تُسعف موازنة البلديتين على توفيره.
وقال الغزاوي والمرايحة، إنه جرى خلال المرحلة الماضية عرض السوق للاستثمار ولم يتقدم أحد لاستثماره وفق شروط البلديتين التي من أهمها توفير الاستثمار لفرص عمل بأعداد مناسبة لأهالي المنطقة للحد من البطالة في صفوف الشباب.