يبدأ مشتل بيت الورد الكائن في قرية أم قيس بمحافظة إربد في كانون الأول من كل عام بتوزيع كرات البذور الطينية والمعروفة أيضا بكرات الأرض والتي تتكون من مجموعة من البذور المتنوعة والمعجونة بالطين الأحمر.
وتعتبر هذه الكرات من البذور الطينية فكرة مستحدثة، لسهولة الاستزراع، والتنوع في الأعشاب، وسهولة نموها لا سيما في مثل هذا الموسم الماطر.
وقالت صاحبة المشروع وجدان ملكاوي إن مشتل بيت الورد الأول والوحيد في المملكة بإنتاج مئات من كرات البذور الطينية منذ ثلاث أعوام وتوزيعها بشكل مجاني على أبناء المنطقة ورميها في المناطق التي لا تحتوي على نباتات.
وأوضحت أن هذه الكرات تتكون من مجموعة البذور المتنوعة والمخلوطة في الكرة الطينية، بالإضافة إلى مجموعة من الأسمدة العضوية أو الدبال، والعمل على عجنها مع بعض الألياف القطنية والقش وأوراق النباتات ليصبح الغلاف صلبًا وقويًا ليعمل على حماية البذور الموجودة داخل الكرات الطينية من تعرضها لأشعة الشمس والأمطار والرياح والانجراف وتقليصها.
وأضافت ملكاوي، "يتم استهداف المناطق القاحلة أو الصحراوية كاملة وإلقاء كميات كبيرة من كرات البذور مع كمية من المياه وضوء الشمس الكافي، ومع مرور الوقت تنمو البذور حيث تستبدل الأراضي القاحلة لأراضٍ خضراء، مما يعمل على إعادة تكاثر النباتات وإصلاح النظم البيئية في المناطق، مشيرة إلى أنه يتم حاليا العمل مع رياض الأطفال والمراكز الثقافية لنشر هذه التجربة في باقي المحافظات، كونها تعد إحدى الأدوات البسيطة التي تستخدم بعيدا عن الحلول و الأساليب الزراعية التقليدية للمحافظة على البيئة من التصحر.
ولفتت إلى أنه تم رمي هذه الكرات في مناطق في قرية أم قيس التي تم تدمير النباتات فيها بفعل الإنسان الأمر الذي ساهم في إعادة استنباتها.
وقالت ملكاوي إن المشتل أصبح اليوم، يحظى بزيارة السياح القادمين إلى أم قيس، والذين تتمحور أسئلتهم حول عمل هذه التوليفة من كرات البذور، ليتم تعريفهم بأنواع النباتات المشهورة في المنطقة وجلبها معهم إلى بلدانهم.
ويتكون المشتل من الأشجار المثمرة ونباتات الزينة وكذلك الطبية، مثل الزعتر البري والزعيتمان والمليسة والبردقوش واكليل الجبل بالاضافة الى مجموعة من نباتات المنطقة مثل اللوف والجعدة والكمبوست، وفي معظمها نباتات وأعشاب طبية يتم تعريف السائحين بها والذين بدورهم يبتاعون هذه الأنواع من النباتات ما يشكل رافدا ماليا لاستمرار مثل هذا المشروع، إلى جانب الاستثمار بتلك الأعشاب الطبية.
من جهتها قالت السائحة الأميركية مونيكا ويليم، لـ(بترا)، إنها وخلال زيارتها لمنطقة أم قيس أدهشها هذا الصنيع من كرات البذور الطينية باعتبارها فكرة إبداعية مدهشة، لافتة إلى أنها أمعنت مرورها ونظرتها لهذه التجربة وقامت هي بنفسها بصناعة الكرات داخل المشتل مع عائلتها، وما حملته هذه التجربة من متعة حقيقية لحظة استزراع النباتات من خلال البذور الطينية.
وعبرت ويليم، عن سعادتها بمثل هذه التجربة والتي تطوعت بنقلها لبلادها، كشاهد على ما يحويه الأردن من تنوع فريد في الأعشاب الطبية، ونباتات الزينة، معتبرة هذا التجربة فرصة لتعريف العالم به كمنجز زراعي حقيقي بكلفة بسيطة وفائدة مجزية.