أوصى المؤتمر الوطني للطفولة المبكرة (الواقع والفرص) الذي اختتمت أعماله، اليوم الأربعاء، بإعادة النظر في مناهج الطفولة المبكرة وأساليب تدريسها؛ لتواكب التطور العلمي والتكنولوجي، والتعليم الدامج، وتوحيد المناهج للقطاعين الحكومي والخاص، وتحديد أولويات البحث العلمي وربط الدراسات والأبحاث الأكاديمية بالاحتياجات الفعلية.
كما أوصى المؤتمر الذي نظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالتنسيق مع "بلان انترناشونال" والجمعية الملكية للتوعية الصحية ومؤسسة "برنارد فان لير"، بمهننة العمل الاجتماعي، وتعزيز بدائل الرعاية الاجتماعية المؤسسية، وبناء قدرة الأسرة في مجال تأديب الطفل بطرق إيجابية.
وأوصى باستعمال المؤسسات المعنية بحماية الأسرة لنهج مؤشرات الأداء بشأن خدماتها مع الأطفال، وإيلاء جانب الوقاية من العنف ضد الأطفال جل الاهتمام، لكن بطرق مبتكرة ومبدعة.
ودعا المؤتمر الذي عقد بمشاركة مؤسسات وطنية ودولية ومنظمات مجتمع محلي وممثلين من الشبكة العربية للطفولة المبكرة في بيروت والمجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة، إلى إعداد خطة تنفيذية لخفض تعرض الأطفال لحوادث السير، وأخرى لخفض تعرضهم للجرائم الإلكترونية.
كما دعا إلى تحديد البرامج التدريبية في الأكاديمية حسب الاحتياجات الفعلية للمعلمين بما يتناسب مع المساقات الجامعية لتكون مكملة لها، والتوعية بأهمية السنوات الأولى من حياة الطفل، وتنفيذ برامج وطنية للاستثمار بهذه الفئة.
وأكدت توصيات المؤتمر أهمية تأهيل وتمكين الخريجين من المعلمين لتقليل الفجوة بين التدريس العلمي والعملي، وذلك لوجود فجوة بين سوق العمل وعدد الخريجين، ووضع آلية داعمة لتعيين مقدمات الرعاية من القطاع الحكومي من ديوان الخدمة المدنية.
وأشارت إلى أهمية تعديل التشريعات لدعم إنشاء حضانات مؤسسية في القطاع العام أسوة بالخاص، وضرورة وضع خارطة طريق لقطاع الحضانات ورعاية الأطفال بعد المدرسة، والتشبيك والتنسيق بين جميع الجهات لتحقيق مفهوم التعليم الدامج.
وأوصى المشاركون بالمؤتمر بزيادة توعية الأمهات لتحسين مؤشر الرضاعة الطبيعية، والتوسع في إنشاء مراكز لحالات الحمل الخطرة، ومتابعة صحة الأمهات بعد الولادة، وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية لمتابعة الأطفال حديثي الولادة، والبدء برعاية صحة الأم النفسية والجسدية قبل الحمل بثلاثة أشهر.
ودعوا إلى تشجيع الأب لمشاركة الأم برعاية الأطفال، وتحسين البنية التحتية لمراكز الرعاية الصحية لتوفير الخدمة الصحيحة للأمهات وأطفالهم مثل توفير أسرة مناسبة لأطفال الخداج.
وتناول المؤتمر الذي عقد على مدار يومين بمشاركة نحو 200 مشارك ومشاركة، واقع حال الطفولة المبكرة في الأردن، ومحور الطفولة المبكرة في رؤية التحديث الاقتصادي، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز التجارب المحلية والإقليمية من خلال مداخلات من الشبكة العربية للطفولة المبكرة، والمجلس العربي للطفولة والتنمية.
وركز المؤتمر على تبادل الخبرات عالميا، والاطلاع على الأدلة الدولية وأفضل الممارسات لمرحلة الطفولة المبكرة في البنك الدولي، والاطلاع على دراسة حالة من دوله كولومبيا لتصميم وتنفيذ سياسات تنمية الطفولة المبكرة الشاملة لجميع الأطفال، وتناول أفضل الممارسات في برامج إشراك الرجال في تنمية الطفولة المبكرة.