بدء فعاليات المؤتمر الوطني للطفولة المبكرة

بدأت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر الوطني الأول للطفولة المبكرة، بعنوان" الطفولة المبكرة في الأردن_ الواقع والفرص"، والذي ينظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالتعاون مع مؤسسة بلان إنترناشونال والجمعية الملكية للتوعية الصحية وأعضاء من الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة يمثلون مؤسسات وطنية حكومية وغير حكومية ومنظمات دولية معنية بشؤون الطفولة.

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة خلال رعايته وافتتاحه فعاليات المؤتمر، إن رعاية وتعليم الطفولة المبكرة تعتبر استثماراً حكيماً لأي دولة ترغب في بناء قاعدة راسخة من الموارد البشرية، بهدف إبراز جوانب الخدمات والاحتياجات الضرورية لهذه المرحلة، لتطوير آليات تقديمها ورفع مستوى الاهتمام بها و نشر الوعي بأهمية هذه المرحلة كأساس لبناء المستقبل وإبراز الرعاية المتكاملة كحق من حقوق الطفولة. وبين أن وزاره التربية والتعليم وضمن سياستها وتوجهاتها في مجال دعم رياض الأطفال وتطويرها سعت لتنفيذ خطوات ملموسة تسهم في تنمية الإنسان باعتباره رأس المال البشري الأثمن ترجمة للرؤى الملكية واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله لرعاية الطفولة المبكرة والاهتمام بها باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة ورافدا حيوياً يسهم في تحقيق التطلعات المستقبلية ولبنة أساسية يرتكز عليها الوطن في تعزيز نهضته وتحقيق الرفاه لأفراده. وأضاف محافظة، إن الاهتمام بالطفولة يعد مطلباً حيوياً للإعداد والتحضير للمستقبل واستجابة منطقية تسعى الوزارة من خلالها إلى تأهيل الأطفال وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على تحقيق أقصى درجات النمو والتعليم وضمان نوعية الرعاية الشاملة التي تحقق النمو المتوازن، والذي بدوره يمكن هؤلاء الأطفال من تحقيق الانتقال المناسب إلى المراحل التعليمية اللاحقة وقد اكتسبوا المهارات النمائية والتعليمية والشخصية اللازمة لتحقيقه متطلبات الإبداع. ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم وضعت خططا طموحة وفاعلة ركزت على الطفولة المبكرة وعملت على تطوير التشريعات التربوية في هذا المجال وتوفير البنى التحتية والخدمات وتحسينها ونشر التوعية وإقامة شبكة من تبادل الخبرات وتعزيز التعاون والشراكات واستنهاض الهمم. وأثنى محافظة على جهود الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة، والذي جاء تشكيله تأكيدا على دور المجلس الوطني لشؤون الأسرة في متابعة تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة وجهوده في دعم مؤسسات المجتمع وهيئاته في القطاعين العام الخاص، لتحقيق التناسق والتكامل بينهما لتوفير الرعاية الشاملة للأطفال إضافة إلى دور منظمة "بلان انترناشونال". وقال محافظة، إن هذا المؤتمر يشكل باكورة الجهود الكبيرة التي سعى المجلس والفريق الوطني والمنظمات إلى تحقيقها وتوفير بيانات خاصة بقطاع تنمية الطفولة المبكرة، وبناء الشراكات لتوفير التوجيه والدعم اللازمين لضمان التنفيذ الفعال لنظمة الرعاية والتعليم والنهوض بها في مرحلة الطفولة المبكر. من جانبه، قال أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد مقدادي، إنّ رؤية التحديث الاقتصادي أولت أهمية كبيرة لقطاعي الطفولة والطفولة المبكرة، واقترحت العديد من المبادرات لتطوير مناهج وبرامج مناسبة للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة، ودعت إلى تأسيس مجلس موحد لهذا القطاع، إلى جانب إطلاق قاعدة بيانات خاصة بهذه المرحلة للوصول إلى جميع الأطفال بالمملكة ضمن مرحلة الطفولة المبكرة وإطلاق خدمات الرعاية الصحية لهم. وأكد أن المجلس أعطى قضايا الطفولة أهمية كبيرة وبما يتماشى مع هذه الرؤية وترجمة لتوجيهات جلالة الملكة رانيا العبدالله رئيس مجلس أمناء المجلس، مشيراً إلى أن تأسيس المجلس جاء في متابعة استراتيجية تنمية الطفولة المبكرة التي تم إطلاقها خلال العام 2001. وأشار مقدادي إلى أنّه وانطلاقاً من دور المجلس وبالتنسيق والتشبيك مع المؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية المعنية بشؤون الأسرة؛ تم في العام 2018 وبالتعاون مع مؤسسة بلان انترناشونال التوجه لتشكيل الفريق الوطني لتنمية الطفولة المُبكرة، مبيناً أن الفريق يضم في عضويته ما يقارب 36 مؤسسة معنية بالطفولة، ويعد منبراً للحوار الوطني لقضايا هذه الفئة خاصة في مجالي التعليم والصحة، والتي أكد عليها قانون حقوق الطفل رقم(17) لعام 2022. وأكد مقدادي أن قانون حقوق الطفل يُمثل إنجازاً وطنياً للاستثمار بهذه الفئة؛ حيث سيجري خلال السنوات العشر المقبلة شمول الأطفال أقل من 18 عاماً ضمن منظومة التأمين الصحي المجاني، كما جاء ليُؤكد أهمية الاستثمار بالتعليم؛ خاصة مرحلة رياض الأطفال؛ لزيادة نسب الالتحاق بهذه المرحلة؛ إذ أن نسبة الالتحاق بالمرحلة الأولى 5.4 بالمئة والمرحلة الثانية 63 بالمئة للأعوام الدراسية 2020-2021. من جهتها، أشادت المديرة العامة للجمعية الملكية للتوعية الصحية الدكتورة أمل عريفج، بدور الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة في العمل على توحيد وتضافر الجهود في وضع الخطط والبرامج الخاصة بقطاع الطفولة المبكرة، وتحقيق الرعاية الصحية الشمولية؛ لضمان مستقبل أفضل للأطفال. وأكدت مديرة مؤسسة بلان انترناشونال/ مكتب الأردن حميدة جهامة، أن مؤتمر الطفولة المبكرة يأتي في دورته الأولى تتويجاً للجهود الوطنية المبذولة في تنمية هذا القطاع، مبينة أن الهدف من عقد المؤتمر جاء للوقوف على أبرز التحديات التي تواجه الطفولة المبكرة على المستوى الوطني والإقليمي، ولمقاربة الجهود الوطنية وتوحيدها؛ لتتماشى مع المعايير الوطنية والدولية فيما يتعلق بهذا الجانب. وأشاد المنسق العام للشبكة العربية لتنمية الطفولة المبكرة الدكتور غسان عيسى بالجهود الأردنية في تعزيز حقوق الطفل من خلال مجموعة من الإجراءات والسياسات و التشريعات التي تستهدف تنمية الطفولة المبكرة وحصول الأطفال على أفضل رعاية تعليمية وصحية وغيرها من الحقوق، مبينا أن ذلك يشكل حافزا للاستفادة من هذه التجربة للتعامل مع قضايا الطفولة في بعض البلاد العربية . وقدم مسؤول الطفولة في المجلس العربي للطفولة والتنمية الدكتور عبدالله عمارة، عرضا لأفضل الممارسات والتدخلات الخاصة بتنمية الطفولة المبكرة من خلال نموذج تنشئة الطفل العربي "تربية الأمل" . بدورها عرضت المختصة في أبحاث سوق العمل شيرين العبادي لأبرز محاور رؤية التحدث الاقتصادي. ويتضمن المؤتمر المُنعقد على مدار يومين، مجموعة جلسات نقاشية حول برامج الطفولة المبكرة وأثرها على المجتمعات؛ بهدف عكس واقع الطفولة المبكرة ضمن مجموعة محاور؛ كالصحة والتعليم والحماية، استناداً إلى الدراسات والتقارير العلمية التي تعكس واقع حال هذه المرحلة، ومناقشة مخرجاتها وتجويد نتائجها بصورة عملية تحاكي التطلعات الوطنية والعالمية لقضايا الطفولة المبكرة.