أحدث موقع التدوين المصغر “تويتر” حالة من الفوضى على مستوى العالم، بعدما قرّر مالكه الجديد، إيلون ماسك، إطلاق خدمة التحقق المدفوعة رغم التحذيرات.
وبمجرّد إطلاق الخدمة، شرع المستخدمون في انتحال شخصيات المشاهير والرياضيين والسياسيين والشركات.
وتقوم “تويتر بلو” على دفع رسم اشتراك شهري قيمته 7.99 دولارات أميركية، مقابل الحصول على علامة التحقق الزرقاء لحساب “تويتر” والحفاظ عليها.
حصلت حسابات مزيفة على العلامة الزرقاء متنكرةً بهويات مشاهير مثل نجم الدوري الأميركي للمحترفين ليبرون جيمس، ولاعب دوري الهوكي الأميركي كونور مكدافيد.
وظهرت حسابات تنتحل صفة شخصيات سياسية، مثل الرئيس السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
كما نجمت عن الخدمة ظواهر من التلاعبات، مثل أن ينشئ مستخدمون حسابات مزيفة مع علامة زرقاء، ثم الرد على التعليق في حسابات أصحاب الحسابات الأصلية، بحيث يبدو الأمر كأن الحساب الأصلي هو الذي يرد.
وخلال التعليقات ستصعب معرفة ما إذا كان صاحب الحساب هو الأصلي أم المزيف، بسبب تداخل التعليقات تحت التغريدات في “تويتر”.
وكانت شركة “إيلي ليلي” الدوائية من كبار ضحايا هذه الفوضى، إذ نشر حساب منتحل وموثّق، تغريدة تقول إن الإنسولين بات مجانياً.
وتسببت هذه التغريدة المزيفة في تراجع سهم الشركة بنسبة 4.5% خلال ساعات فقط، وحتى عندما اعتذرت الشركة وجدت نفسها في مدفعية التعليقات التي اتهمتها بالمبالغة في أسعار هذه المادة الحيوية.
وأوقعت “تويتر بلو” شركات أخرى ضحية للانتحال، من بينها “نينتندو” و”فالف” على سبيل المثال لا الحصر.
وتسببت هذه الفوضى في إيقاف الخدمة، بحسب ما رصدته شبكة “سي إن بي سي”.
وحتى قبل انطلاق الخدمة انتقدها الكثيرون، محذّرين من إساءة استخدامها في الاحتيال والمعلومات المضللة، لكن إيلون ماسك أصر على إطلاقها على أية حال.
إيلون ماسك يرد بسخرية
السيناتور الديمقراطي من ولاية ماساشوستس، إد ماركي، وجّه رسالة إلى ماسك على “تويتر” الأسبوع الماضي يطلب منه “شرح كيف حدث هذا وكيفية منعه من الحدوث مرة أخرى”. وأرسل ماركي رسالته، بعدما نجح مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جوفري فولر في إنشاء حساب مزيف باسم ماركي مع علامة توثيق.
وجاء في نص رسالته إلى ماسك: “سمحت الإجراءات الوقائية مثل علامة التوثيق الزرقاء على تويتر للمستخدمين بأن يكونوا مستهلكين أذكياء وناقدين للأخبار والمعلومات في ساحة تويتر العالمية. لكن استحواذك على تويتر والفرض السريع والعشوائي للتغيرات على المنصة، وإزالة الضمانات ضد المعلومات المضللة، وإقالة أعداد كبيرة من موظفي تويتر، أدت إلى تسريع انحدار تويتر نحو الفوضى”.
وبدلاً من تقديم تبرير جاد، سخر ماسك من ماركي في تغريدة يوم الأحد قال فيها: “ربما حدث ذلك لأن حسابك الحقيقي يبدو وكأنه مجرّد نسخة ساخرة؟”.
ولم ترُق هذه الإجابة لماركي الذي ردّ بأن “إحدى شركاتك تخضع لإجراءات تسوية من لجنة التجارة الفيدرالية. هيئة مراقبة سلامة السيارات تحقق في قضية أخرى بتهمة قتل الناس. وأنت تقضي وقتك في خوض المعارك على الإنترنت. أصلح شركاتك. أو سيفعل الكونغرس ذلك”.